الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يخوضون صراعًا للبقاء.. فوضى "غزة الإنسانية" تفاقم معاناة الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
"مؤسسة غزة الإنسانية" تثير الفوضى في القطاع

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بدأ توزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، التي أثارت انتقادات حادة من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، في وقت طال فيه غياب الإمدادات، لتتحول الطوابير إلى ما يشبه بـ"صراع على الحياة".

آلية المساعدات، التي كانت من المفترض أن تحمل فرجًا للأفواه التي في أمس الحاجة إلى الغذاء، سرعان ما تحولت إلى حالة فوضى تخللتها طلقات تحذيرية، ونهب جماعي.

فوضى مسلّحة

افتتح أحد مراكز توزيع المساعدات، الثلاثاء الماضي، لتكون أولى خطوات خطة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) لإيصال الغذاء لسكان القطاع الذين يواجهون خطر المجاعة.

وأسندت هذه المهمة إلى متعاقدين أمنيين أمريكيين مسلحين، في خطوة مثيرة للجدل تهدف إلى تجاوز دور منظمة الأمم المتحدة.

اليوم الأول من التوزيع، بحسب إذاعة "BBC"، انقلب إلى مشهد فوضوي، حيث تدافع المدنيون، وانهارت الحواجز، وارتجف الناس مع سماع دوي إطلاق النار، بدلًا من الشعور بالطمأنينة، كما أُلقيت قنابل دخان وطلقات تحذيرية لإبعاد الحشود، وسط حالة هلع جماعية.

في اليوم الرابع من عملها، زعمت المؤسسة أنها وزعت مليوني وجبة، وهو ما يعادل أقل من وجبة واحدة لكل فرد في القطاع خلال أربعة أيام، وقال متحدث باسم المؤسسة المزعومة إن الإمدادات "ستختلف يومًا بعد يوم"، مشيرًا إلى أن "الخبر السار" هو تقديم مليوني وجبة، والوعد بزيادة الكمية لاحقًا.

شهود العيان، وفق "BBC"، كشفوا واقعًا آخر، حيث عاد العديد من الأشخاص من المراكز "خالين الوفاض".

وعبّر أحدهم بمرارة، حسب الإذاعة البريطانية: "جئت خالي الوفاض وخرجت خالي الوفاض".

اصطفاف الأطفال في غزة انتظارًا للطعام
معلومات مضللة

وأسهم ضعف التنسيق وانعدام قنوات الاتصال في تفاقم الأزمة، إذ تم توثيق انتشار حسابات وهمية على "فيسبوك" تزعم تمثيلها الرسمي لـGHF، وتنشر معلومات مضللة، أحيانًا باستخدام صور مولدة بالذكاء الاصطناعي.

المتحدث باسم المؤسسة أكّد أن هذه الحسابات مزيفة، وأن صفحة رسمية أُنشئت فقط بعد انطلاق عمليات التوزيع بيوم، ما يفسر اعتماد السكان على "الشائعات" لمعرفة أماكن المساعدات، حسبما السيدة أم محمد أبو حجر، وهي سيدة لم تتمكن من الحصول على المساعدات وفق الآلية الإسرائيلية.

وانتقدت منظمات إنسانية، أبرزها منظمة "أوكسفام"، اختيار مواقع التوزيع، واعتبرتها "تحت سيطرة عسكرية"، ما يصعّب وصول الفئات الأكثر تضررًا مثل كبار السن والنساء.

وقالت بشرى الخالدي، مستشارة السياسات في أوكسفام، إن عدد المواقع الحالي (4 فقط) لا يُقارن بـ400 نقطة توزيع كانت تشغلها الأمم المتحدة قبل الحصار الإسرائيلي الكامل.

كما أشار كريس نيوتن من "مجموعة الأزمات الدولية" إلى أن هذا النظام صُمّم "لتركيز السكان حول نقاط محدودة"، ما يجبرهم على الاختيار بين المجازفة أو الجوع.

تحديات الإغاثة الدولية

برنامج الغذاء العالمي نفسه لم ينجُ من الفوضى، ففي الليلة السابقة لتحذير "GHF"، تم نهب أحد مستودعات البرنامج وسُجّلت عدة وفيات، لا تزال قيد التحقيق.

وقال البرنامج في بيان إن "التحديات خرجت عن السيطرة"، وطالب بوصول إنساني آمن إلى غزة، من جانبها، وصفت أوكسفام المساعدات المقدمة بأنها "مجرد صناديق طعام"، في حين شدد البروفيسور جوردون على أن الإغاثة الحقيقية يجب أن تتضمن دعمًا طبيًا، ومستلزمات نظافة، ومعالجة مياه.

وعدت GHF بتوزيع المياه ومستلزمات النظافة، لكن الشهادات تشير إلى توزيع محدود يقتصر على معلبات (أرز، معكرونة، وزيت طهي) وقد أُغلق أحد مواقع التوزيع بعد أقل من ساعة من افتتاحه، مع إعلان المؤسسة نفاد الإمدادات، وهو ما يعكس خللًا في التخطيط والتنفيذ.