الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من مدريد إلى باريس.. موجة حر تاريخية تهدد الأمن الغذائي الأوروبي

  • مشاركة :
post-title
موجة حر قياسية تضرب مناطق واسعة في أوروبا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد أجزاء واسعة من فرنسا والبرتغال وإسبانيا موجة حر استثنائية، كسرت أرقامًا قياسية تاريخية، وسط توقعات بمواصلة الارتفاع في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.

 وأوضحت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن هذه الموجة الحارة تأتي في ظل هيمنة نظام الضغط الجوي المرتفع على معظم أنحاء أوروبا، وسط أسوأ موجة جفاف تشهدها القارة منذ عقود.

أرقام قياسية جديدة

سجلت مناطق جنوب ووسط إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا درجات حرارة وصلت إلى منتصف وأواخر الثلاثينيات مئوية هذا الأسبوع.

وحطمت مدينة أماريليجا البرتغالية الرقم القياسي لشهر مايو بتسجيلها 39.5 درجة مئوية الأربعاء الماضي، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة في هذا الشهر على الإطلاق.

وفي المقابل، وصلت درجة الحرارة في مدينة إل جرانادو الإسبانية إلى 39.1 درجة مئوية، بينما سجلت كانيت-إن-روسيون في جنوب فرنسا 32.3 درجة مئوية.

وأشارت التوقعات إلى أن أجزاء من البرتغال كانت مرشحة لتسجيل 40 درجة مئوية أمس الخميس، ما قد يجعلها أسخن درجة حرارة تُسجل في هذا التوقيت المبكر من العام.

استمرار الموجة الحارة

تشير بيانات الأرصاد الجوية الأوروبية إلى أن هذه الموجة الحارة ستمتد حتى الأسبوع المقبل بسبب استقرار نظام الضغط الجوي المرتفع فوق معظم أنحاء أوروبا.

ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة اليوم الجمعة وخلال عطلة نهاية الأسبوع إلى 37 درجة مئوية في العاصمة الإسبانية مدريد، وأن تتجاوز 40 درجة مئوية في مدينة إشبيلية الأندلسية.

حتى العاصمة الفرنسية باريس، التي تقع في شمال البلاد، من المتوقع أن تشهد درجات حرارة تتجاوز 30 درجة مئوية بحلول غدٍ السبت، وفقًا للمراكز الأوروبية للتنبؤات الجوية.

مخاوف المزارعين تتزايد

تزامنت هذه الموجة الحارة مع أسوأ موجة جفاف تشهدها أوروبا منذ عقود، ما أثار مخاوف جدية بين المزارعين في أجزاء من شمال أوروبا.

وأدى الطقس الجاف بشكل غير اعتيادي هذا الربيع إلى تأخير نمو المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة، حسبما أفادت تقارير القطاع الزراعي الأوروبي.

هذا الوضع يلقي بضغوط إضافية على الأمن الغذائي في القارة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة والتأثيرات المناخية المتزايدة على الإنتاج الزراعي.

موجات حر وأعاصير

لا تقتصر هذه الظاهرة على أوروبا وحدها، إذ تشهد كندا أيضًا عودة قوية لدرجات الحرارة القياسية، وسجلت مدن أشكروفت وكاملوبس وليتون في كولومبيا البريطانية درجات حرارة تراوحت بين 35.2 و35.9 درجة مئوية، مع توقعات بكسر أرقام قياسية جديدة في الأقاليم الشمالية الغربية.

وفي سياق التغيرات المناخية العالمية، تتوقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية موسمًا نشطًا للأعاصير الأطلسية يمتد من يونيو إلى نوفمبر، بما يتراوح بين 6 إلى 10 أعاصير، قد يصل خمسة منها إلى الدرجة الثالثة أو أعلى. ويُعزى ذلك إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في المحيط الأطلسي الاستوائي عن معدلاتها الطبيعية.