بهدف رقمنة صناعة السيارات في البلاد، تستعد الحكومة اليابانية لأول مرة لإطلاق استراتيجية جديدة لإدخال نظام قيادة السيارات الآلي لجميع المركبات، التي يستخدمها غالبية المسؤولين الحكوميين في أثناء أداء واجباتهم الرسمية.
وعلى الرغم من أن اليابان تعد دولة متقدمة تكنولوجيًا، إلا أنها تواجه انتقادات داخلية لتخلفها عن الركب العالمي في مجال القيادة الآلية للمركبات، خاصة في القطاع العام، بحسب صحيفة japan news.
السلامة والراحة
ولم تدخل اليابان هذا المجال الجديد في الأساس كما فعل بقية العالم لأسباب تتعلق بالسلامة والراحة للناس بشكل عام، لكنها واجهت مشكلة كبيرة أخرى دفعتها للتحول إلى السيارات ذاتية القيادة، التي تتعلق بشيخوخة السكان.
وبموجب الاستراتيجية الحكومية الجديدة، تعمل عدة وزارات يابانية، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والصناعة والنقل والسياحة، على إطلاق هذه المركبات من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.
المركبات الحكومية
ووفقًا لما تم الكشف عنه، اليوم الخميس، فإن تلك الخطة مبنية على فكرة أن المركبات الحكومية في العادة تقوم بمهام رسمية في مسارات محددة، ولذلك تعد فكرة استبدالها بسيارات آلية القيادة ستكون سهلة للغاية.
ومن المنتظر أن تبدأ الحكومة اليابانية بإجراء اختبارات تجريبية، إذ سيتم تجريب السيارات ذاتية القيادة في مسارات منتظمة ذهابًا وإيابًا، الخريف المقبل، على أن يكون مسارًا معتمدًا ما بين مبنى وزارة الاقتصاد ومبنى البرلمان.
اختبارات تشغيلية
في الوقت الحالي، يتم إجراء اختبارات تشغيلية لشاحنات ذاتية القيادة على طريق سريع شهير في اليابان يُسمى طريق "شين - تومي"، لكن بدءًا من السنة المالية 2026 وما بعدها سيتم توسيع نطاق الاختبارات لتشمل الطرق العامة بين المرافق اللوجستية ومخارج ومداخل الطرق السريعة.
وبدأت اليابان التفكير في تشغيل السيارات ذاتية القيادة للتعويض عن شيخوخة السكان، التي جعلت البلاد تعاني نقصًا مستمرًا في العمالة خاصة في وسائل النقل، التي يحتاجها المسنون للتنقل بين المدن والأحياء.
أكبر سنًا
وكشف تقرير ياباني صادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، أن السائقين في قطاعي الشحن والنقل أصبحوا أكبر سنًا، وأصبح النقص في الموارد البشرية خطيرًا، مُحذرة في الوقت نفسه من الحوادث المرورية المروعة الناجمة عن السائقين المسنين.
وبحسب الخبراء اليابانيين، فإن السيارات ذاتية القيادة هي المستقبل، لكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل، ومن الصعب معرفة موعد توفر تلك السيارات في اليابان تجاريًا، ولن يتم إطلاقها رسميًا على الأقل قبل انتهاء العقد الحالي.