في خطوة دبلوماسية بارزة، رفع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، علم بلاده فوق مقر إقامته بدمشق اليوم الخميس، وذلك للمرة الأولى منذ إغلاق السفارة الأمريكية في عام 2012. وتأتي هذه الزيارة، وهي الأولى له رسميًا إلى سوريا، بعد تعيينه في هذا المنصب في 23 مايو الجاري.
رؤية ترامب للسلام ورفع العقوبات
صرح باراك بأن الولايات المتحدة تعتقد أن السلام بين سوريا وإسرائيل "قابل للتحقيق"، مقترحًا أن يبدأ السعي إلى ذلك باتفاق على عدم الاعتداء وترسيم الحدود، بحسب "رويترز".
وأوضح أن رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي ضرورة إعطاء الحكومة السورية الجديدة فرصة "بعدم التدخل"، مؤكدًا أن واشنطن تريد السلام بين سوريا وإسرائيل وأن هذه المشكلة "قابلة للحل لكن الأمر يبدأ بالحوار".
كما ذكر باراك أن الرئيس ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
تعزيز العلاقات مع سوريا
بعد أشهر من التواصل المحدود نسبيًا مع الإدارة السورية الجديدة، عززت الولايات المتحدة علاقاتها بدمشق سريعًا في الأسابيع القليلة الماضية، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو الجاري، كما خففت إدارته العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
يُذكر أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في دمشق في فبراير 2012، بعد نحو عام من تحول الاحتجاجات ضد الرئيس السابق بشار الأسد إلى صراع عنيف استمر نحو 14 عامًا، وتم سحب السفير آنذاك روبرت فورد قبل وقت قصير من إغلاق السفارة، وعمل المبعوثون الأمريكيون اللاحقون لسوريا من الخارج دون زيارة دمشق.
سياق التغيير
تأتي زيارة باراك في أعقاب تغييرات كبيرة شهدتها سوريا، حيث أطيح بالأسد في ديسمبر 2024 في هجوم خاطف شنته جماعات معارضة مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي تزعمها الشرع في وقت سابق.
ويشكل أعضاء هيئة تحرير الشام حاليًا العمود الفقري للدولة السورية الجديدة، وقد أدت الحرب الأهلية السورية إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا، بينما واجهت إدارة الأسد ضغوطًا غربية بقطع العلاقات وفرض عقوبات مشددة قبل أن يتمكن من البقاء في السلطة بمساعدة من إيران وروسيا.