الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"تهديد حقيقي لحلف الأطلسي".. بريطانيا تحذّر من القدرات الروسية

  • مشاركة :
post-title
قدرات عسكرية روسية في محيط الكرملين - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أكد رئيس أركان الجيش البريطاني أن تنامي الهيمنة الروسية هي "التهديد حقيقي" الذي يواجه حلف شمال الأطلسي، محذرًا من "تحديات خطيرة" تواجه التحالف مع تزايد المخاوف من أن روسيا قد تشن هجوما على أي من دول الحلف في السنوات القليلة المقبلة.

وقال الجنرال رولي ووكر، قائد الجيش البريطاني، خلال كلمة ألقاها في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، وهو مركز أبحاث مقره المملكة المتحدة، يوم الأربعاء: "لدينا حقا بعض التحديات الخطيرة التي يتعين علينا التعامل معها بشكل جماعي".

وأضاف: "إن التحدي الأكبر الذي نواجهه، من بين العديد من التحديات الأخرى، هو ببساطة الافتقار إلى الوقت"، لافتًا إلى أن "الشعور بالإلحاح ضروري للرد على التهديدات التي نواجهها".

ناقوس الخطر

بدأ مسؤولو حلف شمال الأطلسي في دق ناقوس الخطر بشكل متزايد بشأن مدى التهديد الذي ستشكله روسيا على التحالف في السنوات القليلة المقبلة، وخاصة بعد إبرام اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا من شأنه أن يحرر مئات الآلاف من الجنود العالقين على طول خطوط المواجهة.

وفيما تختلف التقييمات، حسبما ذكر تقرير لمجلة "نيوزويك"، لكن أحد التقديرات التي أصدرتها هيئة استخبارات الدفاع الدنماركية، والتي نشرت في فبراير الماضي، قالت إنها تعتقد أن روسيا سوف تكون قادرة على شن "حرب واسعة النطاق" ضد حلف شمال الأطلسي في السنوات الخمس المقبلة إذا رفضت الولايات المتحدة التدخل.

أيضًا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال أوليه إيفاشينكو، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الأوكراني، إن روسيا سوف تكون قادرة على شن هجوم ما على أوروبا بعد عامين إلى أربعة أعوام من نهاية الحرب في أوكرانيا "ولكنها قد تكون مستعدة للقيام بذلك بشكل أسرع إذا تم رفع العقوبات".

قبلها، أظهرت صور أقمار صناعية حديثة أظهرت أن روسيا تبني قواعدها قرب الحدود الفنلندية. ويبدو أن هذا البناء جزء من جهد طويل الأمد لتوسيع المنشآت العسكرية الروسية على مقربة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر.

ويقول عسكريون في فنلندا إنهم على دراية تامة بنشاط روسيا قرب الحدود.

الحرب الهجينة

في الوقت الحالي، يُحذّر مسؤولون من حلف "الناتو" من مهارة روسيا في "الحرب الهجينة"، وهو مصطلح يشير عمومًا إلى تكتيكات تهدف إلى تقويض أو زعزعة استقرار الخصوم، لكنها لا ترقى إلى مستوى الصراع المفتوح.

وفي الأشهر الأخيرة، تعرّضت عدة كابلات بحرية في بحر البلطيق -الذي يهيمن عليه الناتو"- للقطع أو التلف في واحدة من أبرز حوادث الحرب الهجينة.

ويرى بعض المراقبين أن روسيا من المرجح أن تزيد من هجماتها السرية أو تستخدم قوات كانت تقاتل في أوكرانيا لمهاجمة جزء صغير من حلف شمال الأطلسي، واختبار كيفية رد التحالف.

الإنفاق الدفاعي

بدافع الانتقادات اللاذعة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء أوروبا بزيادة الإنفاق الدفاعي، الذي انخفض مع نهاية الحرب الباردة.

وكان ترامب قد ألمح قبيل إعادة انتخابه، إلى أنه سيشجع روسيا على مهاجمة أعضاء في "الناتو" يعتبرهم مقصرين في مساهماتهم للحلف.

واقترح مسؤولو ترامب أن يُخصّص الأعضاء الأوروبيون في حلف الناتو 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع، وهو ما يفوق بكثير الهدف السابق للحلف، وهو 2%، والذي لم يُحقّقه بعد عدد قليل من الأعضاء.

ورغم كونها أهمّ فاعل في حلف الناتو، لا تُنفق الولايات المتحدة 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. فيما أشارت الولايات المتحدة، التي وفرت الأمن على المدى الطويل لمعظم أوروبا، إلى أنها ستضع خططًا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا في الأشهر المقبلة.

ويعترف المسؤولون الأوروبيون بأن الولايات المتحدة طلبت منذ فترة طويلة من القارة استثمار المزيد في قواتها المسلحة، ويرون على نطاق واسع أن الزيادات الكبيرة في الإنفاق الدفاعي ضرورية ومتأخرة.