الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بتكلفة مليار جنيه إسترليني.. بريطانيا تطلق جيشا من القراصنة ضد روسيا

  • مشاركة :
post-title
يستهدف النظام الجديد مواجهة التفوق الروسي في الحرب السيبرانية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن الجيش سينفق أكثر من مليار جنيه إسترليني على الذكاء الاصطناعي وفريق هجومي للقرصنة الرقمية؛ متعهدًا بمنح القوات المسلحة مزيدًا من القوة عبر الإنترنت لاستهداف الدول المعادية، مثل روسيا، كما حذر من أن "لوحة المفاتيح أصبحت سلاح حرب".

وستُجرى العمليات الهجومية من خلال قيادة إلكترونية وكهرومغناطيسية جديدة، والتي ستشرف أيضًا على استثمار بقيمة مليار جنيه إسترليني في أنظمة استهداف مطورة باستخدام "شبكة قتل" للذكاء الاصطناعي تربط الأنظمة العسكرية؛ كما أشار تقرير لصحيفة "ذا تليجراف".

ونقل التقرير عن هيلي قوله إن وحدة القيادة، التي سيتم تضمينها في مراجعة الدفاع الاستراتيجية الحكومية التي سيتم نشرها يوم الاثنين، سوف تضع "معايير جديدة" في الدفاع.

وعندما سُئل عما إذا كانت وزارة الدفاع تُعزز قدرتها على مهاجمة دول معادية، مثل روسيا والصين، أجاب هيلي: "نعم، قيادة الأمن السيبراني جزء من جهود إزالة التكرار، ووضع معايير جديدة، ومنح صلاحيات جديدة للأمن السيبراني الدفاعي والهجومي".

وتمثل هذه التعليقات التأكيد الأكثر وضوحا من قبل أي وزير حتى الآن على رغبة بريطانيا في تنفيذ عمليات اختراق هجومية، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالحها ضد الهجمات السيبرانية الأجنبية.

في حديثه يوم الأربعاء من مقر وزارة الدفاع في Corsham -المقر السيبراني للجيش البريطاني- قال هيلي: "نتعرض لهجمات يومية، هجمات متزايدة، وهذا هو المركز الرئيسي للجيش البريطاني الذي يساعدنا في الدفاع ضد هذه الهجمات. لقد أصبحت لوحة المفاتيح سلاح حرب".

وأضاف وزير الدفاع البريطاني أن الدفاع الاستراتيجي أدرك أن الحرب في أوكرانيا أثبتت أن "الذين سينتصرون هم ليس فقط المجهزين بشكل أفضل والمدربين بشكل أفضل، ولكن أيضًا الأكثر ارتباطًا والقادرين على الابتكار قبل الخصوم".

وقال: "هذا ما ستسمح لنا قيادتنا السيبرانية الجديدة بفعله".

وزير الدفاع جون هيلي (على اليسار) في المقر السيبراني العسكري للمملكة المتحدة
اختراق متبادل

على مدى السنوات الخمس الماضية، أجرت القوة السيبرانية الوطنية عمليات اختراق نيابة عن الجيش، كجزء من مشروع مشترك بين وكالة الاستخبارات والأمن والإنترنت (GCHQ) ووزارة الدفاع.

الآن، سوف تقوم هذه القوة بتنسيق القدرات السيبرانية الهجومية مع القيادة السيبرانية والكهرومغناطيسية الجديدة، والتي ستقاتل على شبكة الإنترنت وتقود العمليات الدفاعية.

ورغم أن تفاصيل القدرات الهجومية السيبرانية البريطانية سرية. لكن مع ذلك، تراوحت إجراءات دول أخرى بين التجسس على المسؤولين وتثبيت برمجيات تُعطّل الآلات والأجهزة والأقمار الصناعية. كما يُعتقد أن الدول المعادية للغرب، روسيا والصين، وكذلك إيران وكوريا الشمالية، لديها قراصنة يعملون في مجال التجسس بهدف اختراق المعلومات الحساسة عبر الإنترنت، أو الانخراط في هجمات الفدية عبر الإنترنت.

وتلفت "ذا تليجراف" إلى أنه خلال العامين الماضيين، تعرضت وزارة الدفاع البريطانية لـ 90 ألف هجوم إلكتروني، وهو ضعف العدد في عام 2023، من دول معادية، بما في ذلك روسيا والصين.

وقال هيلي: "هذا هو مستوى الحرب السيبرانية المستمر والمتزايد والذي يتطلب منا تعزيز قدرتنا على الدفاع".

وأضاف أنه في حين تحدثت الحكومات السابقة عن أهمية الأمن السيبراني، إلا أنه لم يتم الترويج له بطريقة تتكامل مع جهود سلاح الجو الملكي والجيش والبحرية الملكية البريطانية.

وأكد وزير الدفاع البريطاني: "تتغير أساليب الحرب بسرعة، حيث تواجه المملكة المتحدة هجمات إلكترونية يومية على هذه الجبهة الجديدة. إن الدروس المستفادة من حرب بوتين في أوكرانيا لا تترك لنا أي وهم بأن الصراعات المستقبلية ستُحسم من خلال قوى أكثر ترابطًا وتجهيزًا وابتكارًا من خصومها، بحسب الصحيفة. 

وتابع: "سنمنح قواتنا المسلحة القدرة على العمل بسرعات لم نشهدها من قبل. من خلال ربط السفن والطائرات والدبابات والمشغلين حتى يتمكنوا من تبادل المعلومات الحيوية على الفور والضرب لمسافات أبعد وبسرعة أكبر".

وأكد هيلي، أنه "من خلال استقطاب أفضل المواهب الرقمية، وإنشاء مركز عصبي لقدراتنا السيبرانية، فإننا سنعمل على استغلال أحدث الابتكارات، وتمويل دفاعات بريطانيا في العصر الحديث بشكل مناسب، ودعم خطة الحكومة للتغيير".

شبكة القتل

في وقت سابق من هذا الشهر، حذر تقرير صادر عن لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم البريطاني من أن أنظمة الكمبيوتر الحكومية المتهالكة لا تقوى على مواجهة القراصنة، وأن الحكومة تفتقر إلى الخبراء ذوي المهارات الإلكترونية.

ووجدت الدراسة أن أكثر من ربع أنظمة تكنولوجيا المعلومات في القطاع العام في البلاد تستخدم تكنولوجيا قديمة معرضة للخطر، مما أدى إلى فجوة كبيرة بين التهديد السيبراني وقدرة الحكومة.

ويأتي ذلك بعد أن تعرض عدد من تجار التجزئة في المملكة المتحدة لهجمات إلكترونية، بما في ذلك "ماركس آند سبنسر"، و"هارودز"، و"كوب".

وقال ريتشارد هورن، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني، في مؤتمر للأمن السيبراني في بداية هذا الشهر، إن "عدد الهجمات السيبرانية، ذات الأهمية الوطنية، التي تستهدف المملكة المتحدة تضاعف في الأشهر الستة الماضية".

لذلك، كجزء من القيادة العسكرية الجديدة، سيتم استثمار أكثر من مليار جنيه إسترليني في شبكة استهداف رقمية ستدخل حيز التنفيذ بحلول عام 2027.

وسيعمل النظام - المعروف شعبيًا باسم "شبكة القتل" - باستخدام الذكاء الاصطناعي وبرامج جديدة لربط أنظمة الأسلحة العسكرية بشكل أفضل عبر القوات الثلاث، مما يتيح اتخاذ قرارات أسرع في ساحة المعركة.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد التهديد باستخدام جهاز استشعار على متن سفينة أو في الفضاء، قبل أن يتم تعطيله بواسطة طائرة من طراز F-35 أو طائرة بدون طيار أو عملية سيبرانية هجومية.

أيضًا، ستستغل القيادة الجديدة خبرة الجيش في الحرب الكهرومغناطيسية، مثل إضعاف قيادة العدو وسيطرته، وتشويش الإشارات على الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، واعتراض اتصالات الخصم.

وشبهت وزارة الدفاع البريطانية الأمر بقدرة الأوكرانيين على وقف التقدم الروسي باستخدام التكنولوجيا للعثور على العدو بسرعة ومهاجمته على نطاق واسع.

ووفق "ذا تليجراف"، ستخضع الوحدة الجديدة لمسؤوليات الجنرال جيمس هوكنهول، الذي يشغل حاليًا منصب قائد القيادة الاستراتيجية البريطانية، التي تُشرف على العمليات في جميع القوات المسلحة الثلاث، بما في ذلك الأمن السيبراني والفضاء.

وقالت وزارة الدفاع إن خطة الدفاع السيبراني التي أعلن عنها حزب العمال العام الماضي لتحديد مسار الدفاع على مدى العقد المقبل، سوف تُظهر كيف ستساعد الدفاعات السيبرانية المحسنة في تعزيز الأمن الوطني ودعم الاستقرار الاقتصادي.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت وزارة الدفاع أن المجندين العسكريين سيتم تسريع توظيفهم في أدوار متخصصة لمواجهة التهديد السيبراني المتزايد للمملكة المتحدة من خلال برنامج Cyber ​​Direct Entry.