في سياق تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد جماعة الحوثي في اليمن، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، أن الهجمات الجوية الأخيرة التي شنّها سلاح جو جيش الاحتلال تهدف بشكل رئيسي إلى إضعاف القدرات الاقتصادية لليمن، وعزله عن العالم، وليس بالضرورة تحقيق نصر عسكري حاسم في ساحة القتال.
وبحسب التقرير، يسعى جيش الاحتلال إلى تقويض قدرة الحوثيين على التواصل الخارجي عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في البلاد، خصوصًا المطارات والموانئ البحرية، بهدف تعطيل دخول السلع الأساسية، من مواد غذائية ومعدات طبية وحتى الأسلحة.
لكن الصحيفة تشير إلى أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في إدارة حرب طويلة الأمد ضد الحوثيين، نظرًا للقيود العملياتية والاستخباراتية. فاليمن، بحسب التقرير، يقع ضمن "الدائرتين الثالثة أو الرابعة" من التهديدات بالنسبة لإسرائيل، ما يصعّب جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتحريك قوات هجومية بانتظام.
كما أن الطبيعة الجغرافية الصعبة للمناطق التي يتمركز فيها الحوثيون –من كهوف وأنفاق طبيعية في الصحارى– تُعقد العمليات العسكرية التقليدية.
وفي ظل هذه التحديات، تبنّت إسرائيل، بحسب التقرير، استراتيجية تقوم على "أقل قدر من القوة، وأقصى تأثير اقتصادي". ومن بين الأساليب المتبعة، شن ضربات مركّزة كل عدة أسابيع لتعطيل مرافق رئيسية مثل مدارج المطارات والمرافئ، ما يؤدي إلى شلل مؤقت في قدرات الحوثيين على التواصل مع الخارج.
ومن بين أبرز الأهداف التي شملتها الضربات الأخيرة، المطار الرئيسي في صنعاء، حيث أعلنت إسرائيل أنها دمرت الطائرة الوحيدة المتبقية التي كان يستخدمها الحوثيون في عمليات نقل عناصرهم.
كما شنَّ سلاح الجو الإسرائيلي هجمات سابقة على مينائي الحديدة والصليف، في مسعى لشل حركة النقل البحري. واعتبر الجيش الإسرائيلي أن استخدام الحوثيين للمرافق المدنية لأغراض عسكرية يبرر استهدافها، مشيراً إلى أن البنية التحتية تُستخدم "كغطاء لعمليات إرهابية"، بحسب معاريف.
وفي مطلع الشهر الجاري، هاجم الطيران الإسرائيلي مطار اليمن الدولي واستولى خلال الهجوم على ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، التي تشكل العصب الأساسي للنقل الجوي في البلاد. ويُذكر أن أسطول الشركة مكون من خمس طائرات نشطة فقط، معظمها من طراز إيرباص A320 وA310، بينما توقفت طائرات أخرى عن الخدمة بسبب الحرب أو العقوبات.