الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بدون أمريكا والغرب.. أوكرانيا تلجأ لترسانتها المحلية في حربها مع روسيا

  • مشاركة :
post-title
دبابة أوكرانية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بعد ثلاث سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية، تدخل أوكرانيا مرحلة جديدة من الاعتماد على الذات في المجال العسكري. فبعد أن كانت تعتمد بشكل شبه كامل على الأسلحة الغربية، أصبح أكثر من 40% من الأسلحة المستخدمة على الجبهة يُنتَج محليًا، وفقًا للرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي شدّد على أن "أوكرانيا بحاجة دائمة إلى سلاح أوكراني قوي، حتى تظل دولة أوكرانية قوية".

ومنذ بدء الحرب في فبراير 2022، قفزت قيمة إنتاج الصناعات الدفاعية الأوكرانية من مليار دولار إلى 35 مليار دولار. يأتي هذا في وقت تتباطأ فيه وتيرة الدعم الغربي، وتتراجع فيه إمدادات الأسلحة الأمريكية، ما يجعل من الإنتاج المحلي ركيزة أساسية لاستمرار القتال.

الأسلحة المحلية

واحدة من أبرز قصص النجاح الصناعي هي مدفع "بوهدانا" المحلي الصنع. فعندما بدأت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، كان لدى كييف نموذج واحد فقط من هذا المدفع. ولم يكن قد استخدم سوى مرة واحدة في عرض عسكري عام 2018.

وفي بداية الحرب، خشي المسؤولون الأوكرانيون من وقوع المدفع بيد الروس، فكان الأمر بتفكيكه. لكن سرعان ما طُلِب من الشركة المُصنعة إعادة تجميعه لدعم القوات في جبهة البحر الأسود، حيث شارك إلى جانب المدفع الفرنسي "قيصر" في قصف المواقع الروسية بجزيرة الأفعى، ما أجبر القوات الروسية على الانسحاب منها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وبعد ذلك، بدأت الطلبات تتدفق، لكن المصنع في شرق البلاد أصبح هدفًا مباشرًا للهجمات الروسية، التي دمرت أكثر من نصف معدات المصنع تحت القصف، على حد قول "نيويورك تايمز" ، لذا اضطر عاملو المصنع الانتقال إلى منشآت بديلة في غرب البلاد. ولتفادي الشلل عند أي هجوم صاروخي، وزعت الشركة خطوط الإنتاج على مواقع متعددة، وأصبحت تنتج أكثر من 20 مدفعًا شهريًا.

تصنيع سريع وتكلفة أقل

وبحسب دراسة لمعهد "كيل" الألماني، تنتج روسيا نحو 40 مدفعًا شهريًا، ما يجعل وتيرة الإنتاج الأوكرانية تنافسية. ويبلغ سعر مدفع بوهدانا ذاتي الحركة 3.1 مليون دولار فقط، مقارنة بـ8.7 مليون يورو للمدفع السويدي "آرتشر" و4 ملايين يورو للمدفع الفرنسي "قيصر".

إضافة إلى ذلك، فإن 85% من مكونات بوهدانا، بما فيها الماسورة، تُصنّع داخل أوكرانيا، وتعمل الشركة على تطوير هيكل محلي بالكامل للمدفع لتقليل الاعتماد على الاستيراد. وتمتاز المنظومة بسهولة صيانتها، حيث تتوفر جميع القطع خلال 24 ساعة، وهناك فرق صيانة متنقلة تعمل على الجبهة.

ورغم هذا التقدم، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة، أبرزها نقص التمويل الحكومي. وفي السياق، يقول أولكسندر كاميشين، مستشار زيلينسكي ووزير الصناعات الاستراتيجية السابق: "من المؤلم أن تكون غير قادر على الإنتاج لعدم وجود التمويل. لكن الأكثر ألمًا أن تمتلك القدرة على الإنتاج، ولا تملك المال لشراء السلاح"، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ولتجاوز هذه المشكلة، تبنت بعض الدول الغربية نموذجًا يُعرف بـ"النموذج الدنماركي"، يتم فيه تمويل شراء الأسلحة من الشركات الأوكرانية مباشرة، بدلًا من إرسال أسلحة غربية. وموّلت الدنمارك بالفعل شراء 18 مدفع بوهدانا للجيش الأوكراني.

الذخائر.. نقطة الضعف

ورغم نجاح أوكرانيا في تصنيع الطائرات المسيّرة، والأنظمة الإلكترونية، والمركبات المدرعة، فإنها لا تزال تعتمد على الخارج في إنتاج الذخائر الثقيلة. على سبيل المثال، أقامت شركة "Ukrainian Armor" مصنعًا لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بالتعاون مع مجموعة تشيكوسلوفاكية، لكن المشروع توقف بسبب نقص التمويل.

كانت الشركة تطمح لإنتاج 100 ألف قذيفة هذا العام و300 ألف العام المقبل، في حين أن الجيش الأوكراني يستهلك ما بين 3 إلى 4 ملايين قذيفة سنويًا.