بدأ الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في توزيع مساعدات إنسانية على الفلسطينيين النازحين في جنوب قطاع غزة، وهي الخطوة التي يرون أنها بداية النهاية لحكم حماس، بينما انتقدتها الأخيرة، كونها تهدف للسيطرة على السكان، واستبدال النظام بالعمل الفوضوي وإضعاف المنظمات الدولية.
وخلال الأيام الماضية استقال عدد من كبار مديري الهيئة الإنسانية الجديدة في غزة، التي تم إنشاؤها برعاية إسرائيلية أمريكية، بسبب المخاوف التي أثارتها منظمات الأمم المتحدة المعتمدة، التي تنظر إلى الخطوة على أنها تهدف إلى تقييد الغذاء عن أجزاء كبيرة من القطاع وحرمان مئات الآلاف من السكان من المساعدات لأغراض عسكرية.
مراكز جديدة
وعلى الرغم من الانتقادات قام الاحتلال بتنفيذ خطة توزيع المساعدات اليوم، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، حيث افتتح مركزين للتوزيع؛ الأول يقع في تل السلطان جنوب مدينة رفح الفلسطينية، والثاني تم افتتاحه في محور موراج شمال المدينة.
ووفقًا للخطة الإسرائيلية، يقدم كل مركز حزم مساعدات عائلية مصممة لخمسة أشخاص، تكفي لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام، وسيكون الوصول إليها سيرًا على الأقدام، عبر مسافة محددة، بدون التواصل مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
منتجات إسرائيلية
وزعم الاحتلال أن تلك المراكز ستتم إدارتها من قِبل المنظمات الدولية فقط، إلى جانب مئات الأمريكيين المسلحين الذين ينتمون إلى شركتي UG Solutions وSafe Reach Solutions الأمريكيتين، دون تدخل من الجنود، حيث تُوجه المساعدات بشكل رئيسي إلى المخابز والمطابخ، بينما تُوجه المعدات الطبية إلى المستشفيات إلى جانب أغذية الأطفال.
وتتضمن المساعدات التي تتلقاها الأسر الفلسطينية، مجموعة من المنتجات الغذائية، وفقًا للقناة الـ12 العبرية، منها الدقيق والسكر والزيت والأرز والمكرونة والصلصة والمعلبات والملح والطحينة، بينها منتجات إسرائيلية المنشأ.
ومن المفترض أن يقدم كل مركز خدماته لنحو 300 ألف شخص من السكان في القطاع، بما يعادل 8 آلاف يوميًا، زاعمين أنه إضافة إلى ذلك سيتم إدخال مساعدات إضافية تقدر بنحو 100 شاحنة يوميًا إلى شمال قطاع غزة.
خدعة جديدة
وزعمت مصادر من جيش الاحتلال لصحيفة "واشنطن بوست"، أن مراكز المساعدة، هي إشارة لنهاية حكم حماس في القطاع، حيث سيتم اتباع إرشادات وتقنيات جديدة لمنع الحركة الفلسطينية من السيطرة على المواد الغذائية.
وقالت مصادر أخرى من الجيش لوسائل الإعلام العبرية، أنهم لن يقوموا باعتقال أحد خلال الأسبوعين المقبلين داخل تلك المراكز، حتى ولو كان عضوًا في حماس، وهو ما تراه الأخيرة خدعة جديدة من جانب الاحتلال.
ضغط وتجنيد
وترى حماس أن الخطة الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة، هي خطوة أخرى تهدف إلى خدمة أغراض أمنية وإضعاف وتجاوز المؤسسات والمنظمات الدولية، والهيئات الإنسانية المعترف بها وعلى رأسها الأونروا.
وبحسب الحركة، يسعى الاحتلال إلى استبدال النظام بالعمل الفوضوي، والسيطرة على السكان من خلال المساعدات، مشددين على أنهم يستخدمون الآلية الجديدة لجمع المعلومات من خلال وسائل تكنولوجية مثل مسح العين، وسيحاول استغلال المساعدات للضغط على المدنيين وتجنيد المتعاونين.
إفراغ القطاع
وزعمت المصادر العبرية أنه من المتوقع افتتاح مركز غذائي ثالث في خان يونس ورابع وسط قطاع غزة، دون الإشارة إلى موعد محدد للافتتاح، حيث يتوقف ذلك على القدرة اللوجستية وتوفير التمويل اللازم، بعد رفض المنظمات الدولية المشاركة في تلك الآلية.
ولم تكشف السلطات عن أي خطط لفتح مثل هذه المراكز في شمال غزة، وهو ما يعني أن ما يقدر بنحو مليون فلسطيني موجودين هناك، سيستمرون في المعاناة الإنسانية، وهي الخطة الأوسع التي حذرت منها حماس والأمم المتحدة، ويسعى خلالها الاحتلال لإفراغ القطاع وإجبارهم على الوجود في أماكن معينة تمهيدًا للسيطرة على الأراضي.