كشفت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية عن لجوء كوريا الشمالية لاستخدام بالونات ضخمة في محاولة لإنقاذ مدمرة بحرية حديثة انقلبت أثناء إطلاقها الأسبوع الماضي، في حادث وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه "خطير"، بل يعد مصدر إحراج واضحًا للزعيم كيم جونج أون، الذي حضر شخصيًا مراسم الإطلاق في مدينة تشونججين شمال شرق البلاد.
كان من المقرر أن تمثل هذه المدمرة، وهي ثاني سفينة من نوعها يتم بناؤها في البلاد، خطوة مهمة لتعزيز مكانة البحرية الشعبية الكورية، التي تعاني من تقادم معداتها واعتمادها على زوارق سريعة صغيرة. وتأتي هذه المدمرة بعد أول نسخة تجريبية (تشو هيون) التي أجرت اختبارات أسلحة في أبريل الماضي.
ووفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، انفصلت السفينة عن رصيفها خلال عملية الإطلاق، ما أدى لانقلابها جزئيًا. وتُظهر صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها شركة "بلانيت" الأمريكية ومجلة "نيوزويك"، أن جزءًا كبيرًا من السفينة بات مغمورًا، مع تغطيته بقماش مشمّع أزرق في محاولة لإخفاء الأضرار التي لحقت بهيكلها.
كما كشفت صور إضافية قدمها ديكر إيفيليث، المحلل في مركز التحليلات البحرية بولاية فيرجينيا، عن وجود عدد كبير من البالونات في السماء فوق موقع الحادث، يُعتقد أنها تُستخدم كمساعدة تقنية في عملية تعويم السفينة التي تزن 5000 طن. وكتب إيفيليث ساخرًا أن كوريا الشمالية "تبدو وكأنها استوحت الفكرة من فيلم بيكسار الشهير "UP".
ورغم تأكيد وكالة الأنباء المركزية أن الأضرار ليست بالغة وأن العمل جارٍ لسحب المياه من غرفة مغمورة، إلا أن محللين غربيين يشككون في قدرة بيونج يانج على الالتزام بمهلة الإنقاذ التي حددتها بعشرة أيام.
وقالت جينيفر جون، محللة الصور بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لموقع "ذا وور زون"، إن "استعادة توازن السفينة قد تكون ممكنة في هذه الفترة، لكن استرجاع كامل قدراتها القتالية سيستغرق وقتًا أطول"، مضيفة أن "الضغوط السياسية قد تدفع المسؤولين إلى التهوين من حجم الأضرار عند إبلاغ الزعيم كيم جونج أون".
وعلى وقع الإخفاق الأخير، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية اليوم الاثنين أن ري هيونج سون، نائب مدير إدارة صناعة الذخائر في حزب العمال الحاكم، قد اعتُقل بعد تحمله مسؤولية كبيرة عن الحادث. وسبق أن أكدت وسائل الإعلام الرسمية أن السلطات فتحت تحقيقًا واسعًا "للكشف عن أسباب الحادث غير المقبول ومحاسبة المتورطين".