الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة صواريخ وعبء اقتصادي.. هل ينجح ترامب في بناء "القبة الذهبية"؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطط طموحة لتطوير درع دفاعية صاروخية عالمية، أطلق عليها اسم "القبة الذهبية"، بتكلفة مبدئية تُقدّر بـ175 مليار دولار، يأمل إنجازها قبل نهاية ولايته المقبلة في حال فوزه. وتهدف المبادرة إلى حماية الولايات المتحدة من أي تهديد صاروخي قادم من أي نقطة في العالم. لكن هذا المشروع، وفق خبراء عسكريين، يواجه تحديات كبيرة.

معركة التحكم والقيادة

تشغّل الولايات المتحدة حاليًا عددًا من الأقمار الصناعية، السرية والعامة، لرصد الإطلاقات الصاروخية، إلا أن دمجها في نظام تحكم موحد يُعد تحديًا بحد ذاته. فأنظمة الدفاع الحالية تعمل غالبًا بشكل مستقل، ما يعني ضرورة بناء منظومة قيادة وسيطرة جديدة بالكامل، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

ويتوقع أن تشارك شركات الدفاع الكبرى مثل "لوكهيد مارتن" و"RTX" في تنفيذ المشروع، إلى جانب شركات ناشئة ذات طابع تكنولوجي حديث مثل "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، و"بالانتير" المختصة بتحليل البيانات، و"أندوريل إندستريز" المختصة بالطائرات المسيّرة.

وتقول "وول ستريت" إنه من المتوقع أن تُسند مهام إطلاق الأقمار الصناعية إلى "سبيس إكس"، في ظل التوقعات بأن تلعب مركبتها "ستارشيب" دورًا محوريًا في هذا المجال مستقبلًا.

التكلفة الباهظة

رغم إعلان ترامب أن المشروع سيكلف نحو 175 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، إلا أن تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس أشارت إلى إمكانية تضاعف الكلفة لتصل إلى 831 مليار دولار، بينما قد تتجاوز تريليونات الدولارات على المدى البعيد، وفقًا لتصريحات السيناتور الجمهوري تيم شيهي.

وفي خطوة أولية، صوّت مجلس النواب على تخصيص 25 مليار دولار للمشروع، دون أن تُفصح الإدارة الأمريكية حتى الآن عن تفاصيل الإنفاق أو طبيعة الأنظمة التي سيجري شراؤها. وقال وزير الدفاع إن العمل جارٍ مع مكتب الإدارة والميزانية لإعداد الخطة، قبيل تقديم مقترح ميزانية العام 2026.

من جهته، وصف السيناتور الديمقراطي إد ماركي المشروع بأنه "كارثة اقتصادية"، مشككًا في جدواه وداعيًا إلى التركيز على جهود ضبط التسلح بدلًا من منح "هدايا بمليارات الدولارات" لمقاولي الدفاع.

أزمة إنتاج

ويواجه المشروع معضلة إضافية تتمثل في أزمة إنتاج الصواريخ، في ظل التزامات واشنطن العسكرية في أوكرانيا والشرق الأوسط. وأكد خبراء لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصنيع الصواريخ يتطلب وقتًا طويلًا، وحتى تلك الموجودة حاليًا قد لا تُسلَّم قبل عامين إلى ثلاثة.

وتستجيب شركة "لوكهيد مارتن" حاليًا للطلب المتزايد على أنظمة مثل "باتريوت PAC-3" و"ثاد"، إلا أن هذه الأنظمة مصممة للتعامل مع تهديدات محدودة النطاق، ولا توفر تغطية شاملة ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ما يعني ضرورة تطوير أنواع جديدة من الصواريخ، وهو ما قد يستغرق سنوات من الأبحاث والاختبارات.