تستعد ولاية تكساس لأن تصبح ثاني ولاية أمريكية تُطبّق حظرًا شاملًا على استخدام القاصرين لوسائل التواصل الاجتماعي، قبل انتهاء دورتها التشريعية في غضون أسبوع تقريبًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه ولايات أخرى في جميع أنحاء البلاد فرض قيود مماثلة وسط نقاشات حادة حول حرية التعبير، وما إذا كانت هذه السياسات هي السبيل الأكثر فعالية لتحقيق الهدف الرئيسي للمؤيدين المتمثل في تحسين الصحة النفسية للشباب الأمريكي.
الأكثر صرامة
وفقُا لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، أكد المدافعون عن حقوق القاصرين أن مشروع القانون -في حال إقراره- سيكون الأكثر صرامةً على مستوى الولايات حتى الآن في ما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي.
في حال إقراره، سيُطبّق مشروع قانون ولاية تكساس قيودًا جديدة واسعة النطاق تمنع صراحةً كل مقيم في تكساس دون سن 18 عامًا من التسجيل في أي منصة تواصل اجتماعي واستخدامها.
ممارسات مضللة
يُلزم هذا التشريع جميع منصات التواصل الاجتماعي بالتحقق من عمر كل من يُنشئ حسابًا.
كما يسمح للآباء بطلب حذف حسابات أطفالهم من هذه المنصات، ويُلزم الشركات بذلك أيضًا في غضون 10 أيام.
ويُعرّف مشروع القانون المخالفات بأنها "ممارسات تجارية مُضلّلة"، ما يعني أنها تُعاقَب بغرامات من المدعي العام للولاية، وتُعرّض مرتكبيها لدعاوى قضائية للمطالبة بتعويضات مالية.
إقرار المشروع
أقرّ مجلس النواب في تكساس مشروع القانون، ومن المتوقع أن يُقرّه مجلس الشيوخ أيضًا.
وصرح أندرو ماهاليريس، المتحدث باسم الحاكم جريج أبوت، الجمهوري، بأن "سلامة أطفال تكساس وخصوصيتهم على الإنترنت لا تزالان أولوية"، مضيفًا أنه "سيُراجع بعناية أي تشريع يُرسَل إلى مكتبه ويسعى إلى تحقيق هذه الأهداف".
مثير للجدل
واجهت هذه القوانين تحديات قانونية كبيرة من قبل جماعات تُجادل بأن هذه القيود تُعتبر انتهاكًا لحرية التعبير، حتى إن العديد من أبرز المؤيدين لتقييد استخدام القاصرين لوسائل التواصل الاجتماعي يقولون "إن حظر استخدام الشباب لها قد لا يكون الحل السياسي الأمثل".
حثّت الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA) المشرّعين -مرارًا وتكرارًا- على اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا في محاولة حماية الصحة النفسية للمراهقين، لكنها دعت إلى سياسات أكثر ملاءمةً من القيود العمرية.
وقال الدكتور ميتش برينشتاين، رئيس قسم استراتيجيات وتكامل علم النفس في الجمعية الأمريكية لعلم النفس "يجب اتخاذ إجراء ما.. هذه أمور نعلم أنها لا تتناسب مع عقلية المراهقين".
أول ولاية
بادرت عدة ولايات مؤخرًا بطرح مشروعات قوانين تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، تتمحور حول السن، حظيت جميعها -بما فيها ولاية تكساس- بدعم من الحزبين.
ومن أبرزها توقيع حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الجمهوري، العام الماضي، على مشروع قانون يحظر على الأطفال دون سن الرابعة عشرة الانضمام إلى منصات التواصل الاجتماعي، ليصبح بذلك أول ولاية تُصدر مثل هذا الحظر.
كما يشترط القانون على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا الحصول على موافقة أحد الوالدين قبل الانضمام إلى أي منصة.
وتم السماح لحظر فلوريدا بالبقاء بعد أن قضت محكمة اتحادية في مارس برفض طلبات وقف القانون، على الرغم من استمرار المعركة القانونية ضده.