تعتزم الدنمارك رفع سن التقاعد إلى 70 عامًا بحلول عام 2040، ما يجعله الأعلى في أوروبا، بعد أن أقرَّ برلمانها قانونًا جديدًا مثيرًا للجدل.
ومنذ عام 2006، يرتبط سن التقاعد في الدنمارك بمتوسط العمر المتوقع، الذي يبلغ حاليًا 81.7 عام. ويُراجع كل خمس سنوات، ومن المقرر أن يرتفع إلى 68 عامًا في عام 2030 و69 عامًا في عام 2035، كما أشارت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية.
وأثارت هذه الزيادة، التي أقرها البرلمان الدنماركي بأغلبية 81 صوتًا مقابل 21 صوتًا ضدها، غضب الدنماركيون الذين كانوا يأملون ألا يصل سن التقاعد إلى مرحلة رمزية، ما يجبر الكثيرين على العمل حتى يصلوا إلى عقدهم الثامن.
وأوضحت ميتي فريدريكسن، رئيسة الوزراء الدنماركية، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، أن هذه السياسة غير مستدامة على المدى الطويل.
ونقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية BBC: "لم نعد نعتقد بضرورة رفع سن التقاعد تلقائيًا، لا يُمكن الاكتفاء بقول إن على الناس العمل عامًا إضافيًا".
غير واقعي
رغم إقرار البرلمان، أبدى العديد من الدنماركيين ردود فعل غاضبة، خوفًا من إجبارهم على "الاستمرار" حتى عندما لا تكون أجسادهم قادرة على ذلك.
ونقلت إذاعة "دانماركس" العامة (DK)، عن أحدهم قوله: "هذه السياسة غير واقعية وغير معقولة.. نعمل ونعمل ونعمل، لكننا لا نستطيع الاستمرار"، مضيفًا أنه "في حين أن الأمر قد يكون مختلفًا بالنسبة للذين يعملون في وظائف مكتبية، فإن العمال الذين لديهم وظائف تتطلب مجهودًا بدنيًا قد يواجهون صعوبات في التكيف مع التغييرات".
وتابع: "دفعتُ ضرائبي طوال حياتي.. يجب أن يكون لديّ وقتٌ لأكون مع أطفالي وأحفادي".
ومع ذلك، وفقاً لصحيفة "ذا تايمز"، تُظهِر الاستطلاعات أن أكثر من نصف الدنماركيين يريدون الاستمرار في العمل بعد سن التقاعد الحكومي، والتحول تدريجيًا إلى التقاعد على مدى عدة سنوات خلال الستينيات من عمرهم، بدلاً من الانقطاع التام عن العمل بمجرد وصولهم إلى سن التقاعد.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن رئيس اتحاد النقابات العمالية الدنماركي، يسبر إيتروب راسموسن، إن هذا التغيير "غير عادل على الإطلاق"، وقال إن "الدنمارك تتمتع باقتصاد سليم ومع ذلك فهي تتمتع بأعلى سن للتقاعد في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "إن رفع سن التقاعد يعني أن الناس سوف يفقدون الحق في حياة كريمة لكبار السن".
عمل كبار السن
يحظى كبار السن في الدنمارك بمجموعة شاملة من برامج الوقاية والتأهيل، إلى جانب خدمات الرعاية المنزلية الكافية، ومرافق التمريض المجانية التي تُوفر لجميع المواطنين المحتاجين.
وحسب "يورونيوز"، تقدم 98 بلدية دنماركية الخدمات الاجتماعية لكبار السن بشكل كامل، بما في ذلك الحوكمة العامة، وتمويل خدمات رعاية المسنين، والإشراف على توفيرها، وفقًا لمصادر رسمية.
ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة PFA للمعاشات التقاعدية، تبيّن أن الموظفين الأصغر سنًا أكثر إيجابية تجاه العمل مع زملائهم الذين بلغوا سن التقاعد.
وأشار نحو 72% من الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا إلى أنهم يرحبون بالعمل مع هؤلاء الزملاء ويقدّرون خبراتهم الحياتية.
في المقابل، عبّر 54% فقط من العاملين الذين يوشكون على بلوغ سن التقاعد عن أنهم يبادلون زملاءهم الأصغر الشعور ذاته.