الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ثغرة ليتوانيا".. ميرز يتعهد بحماية أوروبا من التهديد الروسي

  • مشاركة :
post-title
ميرز وبيستريوس خلال زيارتهما ليتوانيا

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تخشى الدول الغربية على رأسها ألمانيا من تزايد التهديد الروسي، المتمثل في مواجهة محتملة بالجناح الشرقي لدول البلطيق، تحديدًا ليتوانيا، ما دفع برلين لإنشاء وحدة مقاتلة لسد الثغرة، التي يراها الخبراء العسكريون تهديدًا لأمن أوروبا، بحسب موقع "تاجز شاو".

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال زيارته ليتوانيا، اليوم الخميس، عزم بلاده وحلفائها على الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ضد أي عدوان، وأن روسيا لا تهدد الأمن في أوكرانيا فقط، بل تهدد أمن أوروبا بأكملها.

وتوجه ميرز إلى ليتوانيا للاحتفال بتشكيل أول وحدة عسكرية دائمة لألمانيا في الخارج رسميًا، منذ الحرب العالمية الثانية، بهدف تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، في الوقت الذي تتعهد برلين ببناء أقوى جيش تقليدي في أوروبا من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي، في ظل رغبة ميرز بتولي بلاده دورًا أكبر على الساحة الدولية.

وجاء قرار تشكيل لواء مدرع قوامه 5 آلاف جندي في ليتوانيا ردًا على الهجوم الروسي الكامل لأوكرانيا، عام 2022، بهدف ردع أي عدوان روسي محتمل تجاه ليتوانيا ودول البلطيق الأخرى إستونيا ولاتفيا، الجمهوريات السوفيتية السابقة التي أصبحت أعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وتخشى أن تصبح بشكل متزايد في مرمى نيران موسكو.

المستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا

واعتبر الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا، زيارة المستشار الألماني، إشارة إلى التزام برلين بتعزيز الردع والدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي بأكمله، وهو ما أكده نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن ماير، الأسبوع الماضي، أن هذا سيكون بمثابة خطوة نحو التمركز الدائم للواء ألماني على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وتأتي التعزيزات العسكرية الألمانية إلى ليتوانيا، في الوقت الذي مارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيه ضغوطًا على الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لزيادة الإنفاق الدفاعي، وأثار المخاوف بشأن الالتزام الأمريكي تجاه أوروبا.

وتقع ليتوانيا، التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، على حدود جيب كالينينجراد الروسي وبيلاروسيا، وتعتبرها وزارة الدفاع الألمانية الدولة الأكثر عُرضة للخطر على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

المستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا

وتتزايد المؤشرات بأن روسيا تكثف أنشطتها العدائية تجاه أوروبا، إذ تُتهم موسكو بشكل متكرر باستخدام تكتيكات "الحرب الهجينة" في بحر البلطيق، كما تم رصد طائرة تجسس روسية في بيلاروسيا، الشهر الجاري، على ما يبدو في أثناء محاولتها مراقبة مناورات عسكرية متعددة الجنسيات لحلف شمال الأطلسي في ليتوانيا.

ويواجه الجيش الألماني، الذي يهدف إلى زيادة عدد جنوده إلى 203 آلاف بحلول 2031، صعوبة في تجنيد المزيد من الجنود، ويناير الماضي، أقر البرلمان قانونًا يهدف إلى جعل العمل في الجيش مهنة أكثر جاذبية، بما في ذلك ترتيبات عمل أكثر مرونة وحوافز مالية أكبر.

ويتساءل الخبراء في ألمانيا عما إذا كان الجيش الألماني، الذي يعاني نقصًا في الأفراد والمعدات بعد سنوات من نقص التمويل، مستعدًا لما وصفته وزارة الدفاع بأنه أحد أكثر المشروعات تعقيدًا وطموحًا في تاريخه.

ومهد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس وزميله الليتواني أرفيداس أنوساوسكاس، الطريق لنشر لواء من الجيش الألماني في ليتوانيا من خلال التوقيع على ما يُسمى بـ"خارطة الطريق"، العام الماضي، ولم يسبق أن نشر الجيش الألماني هذا العدد الكبير من الجنود والأعضاء المدنيين بشكل دائم في الخارج.