أطلق كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، تحذيرًا صادمًا حول ما يحدث من نقص حاد في الغذاء والمواد الأساسية والأدوية داخل قطاع غزة، ما يهدد بوفاة آلاف الأطفال خلال الساعات المقبلة.
ولم يدخل قطاع غزة منذ ما يزيد على شهرين (80 يومًا،) أي طعام أو مياه شرب أو أدوية، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرضه نتنياهو، على الرغم من اصطفاف آلاف الشاحنات لأسابيع على الحدود تنتظر الدخول.
تصعيد مخيف
صعّدت القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة خلال الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل المئات، كثير منهم من النساء والأطفال، فيما تُصرّ حكومة نتنياهو على أنه دفاع مشروع عن النفس، ويهدف بالكامل إلى ضمان عودة 58 محتجزًا لا يزالون لدى حماس وحلفائها في غزة، والقضاء على الحركة.
ورغم ذلك أصرت الحكومة الإسرائيلية على عدم وجود نقص في الغذاء في غزة، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز"، طوال تلك الفترة، واستمر القصف العنيف، وصعّدت القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة خلال الأسبوع الماضي.
تحذير كبير
وأسفرت تلك الهجمات المميتة عن استشهاد المئات، أغلبهم من نساء وأطفال، وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد خلال الـ24 ساعة الماضية فقط 87 مواطنًا وأصيب 290 آخرين جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وكشف توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، وفقًا لشبكة "بي بي سي"، إن 14 ألف طفل قد يموتون خلال 48 ساعة إذا لم تصل إليهم المساعدات في الوقت المناسب.
لا تكفي على الإطلاق
وشدّد المسؤول بالأمم المتحدة، على أن خمس شاحنات محملة بالمساعدات دخلت غزة أمس الاثنين، لكنها لا تكفي على الإطلاق لتلبية حتى الحد الأدنى لأكثر من مليوني فلسطيني محاصر منذ عام ونصف العام.
وأجبرت الضغوط الدولية بسبب المجاعة الوشيكة بنيامين نتنياهو على تخفيف الحصار المدمر المفروض على المساعدات لمنع أزمة المجاعة في غزة، ولكنها كما تم وصفها أمس " قطرة في محيط".
فرق على الأرض
وتبين، بحسب "فليتشر"، أن شاحنات المساعدات التي تحتوي على أغذية الأطفال والتغذية موجودة تقنيًا في غزة لكنها لم تصل إلى المدنيين لأنها على الجانب الآخر من الحدود.
وحول كيفية تأكده من تلك الأرقام، شدّد أن لديهم فرقًا قوية على الأرض، قُتل العديد منهم، لكنهم مازالوا يمتلكون العديد من الأشخاص على الأرض في المراكز الطبية والمدارس لتلبية احتياجات الناس.
تهديدات عالمية
وفي بيان شديد اللهجة وصف زعماء المملكة المتحدة وفرنسا وكندا مستوى المعاناة الإنسانية في غزة بأنه لا يطاق، وهددوا باتخاذ إجراءات، مشيرين إلى أن حرمان الحكومة الإسرائيلية السكان المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية أمرٌ غير مقبول.
ذلك الأمر كما يقولون ينذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي، معلنين معارضة أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وعدم ترددهم في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات مُحددة الهدف.
معاناة الأطباء
كان مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، أنطوان رينارد، حذّر بدوره عقب عودته من القطاع، من أن الجوع متفش لدرجة أن المجاعة الشاملة تُهدد سكان غزة من جديد.
وأكد أن الأطباء يعانون نفاد الإمدادات، وبالكاد يستطيعون علاج الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، ناهيك عن مئات الأشخاص الذين أصيبوا بجروح بسبب الغارات الإسرائيلية الذين يتدفقون يومًا بعد يوم.