الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سمير صبري.. النجم الذي بدأ صامتا ليتحدث بكل لغات الفن

  • مشاركة :
post-title
الفنان الراحل سمير صبري

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

من مشهد صغير يقف فيه ضمن مجاميع "كومبارس" صامت في فيلم "حكاية حب" الصادر عام 1959، بطولة عبدالحليم حافظ، انطلق الممثل المصري سمير صبري، متحدثًا بكل لغات الفن عبر مشوار امتد أكثر من 60 عامًا، ليصبح واحدًا من القلائل الذين جمعوا بين التمثيل والغناء والاستعراض وتقديم البرامج والإنتاج، ونجح في كل مجال خاضه بموهبة صادقة وكاريزما لافتة.

قبل أن توافيه المنية في مثل هذا اليوم، 20 مايو عام 2022، ودع جمهوره بآخر أعماله السينمائية فيلم "حدث في 2 طلعت حرب"، الذي عُرض في مارس من العام نفسه.

النجم الذي بدأ اختباره الأول أمام الكاميرا بمشهد خاطف، أدرك كل شيء عقب ذلك، إذ أُسند له دور في فيلم "اللص والكلاب" عن رواية للأديب نجيب محفوظ، ليجسد شخصية طالب مع سعيد مهران، بعد اعتذار أحد الممثلين عن الدور، وبالصدفة كان سمير صبري متواجدًا في موقع التصوير، ليسند له المهمة المخرج كمال الشيخ.

ورغم الرهبة الشديدة، أدى الممثل الشاب الدور بإتقان شديد، ونال استحسان المتواجدين بالاستوديو، ومنهم المنتج جمال الليثي، ليشق بعد ذلك طريقه في عالم الفن.

امتلاك الفنان الشاب للشجاعة أمام كاميرا السينما لم يأت من فراغ، لأنه تمرس جيدًا على الوقوف خلف ميكروفون الإذاعة منذ صغره، إذ شارك النجمة لبنى عبدالعزيز في برنامج "ماما لولو" بركن الطفل الإنجليزي، بعد مساعدة من جاره العندليب عبدالحليم حافظ.

ويبدو أنه ظل ممتنًا لهذه التجربة الإذاعية وشغوفًا بتكرار الإمساك بميكروفون مقدم البرامج.

الفنان الذي وُلد في الإسكندرية عام 1936، ساعده تعليمه على أن يصبح مقدم برامج صاحب لغة راقية وثقافة واسعة، إذ درس الأدب الإنجليزي، والتحق بأكاديمية لندن للدراما.

ومع انطلاق التلفزيون المصري، كان سمير صبري واحدًا من أوائل الوجوه التي عرفها المشاهدون، خصوصًا من خلال برنامجه الشهير "النادي الدولي"، الذي شكل محطة انطلاق لكثير من النجوم واحتضن حوارات نادرة مع عمالقة الفن.

سمير صبري وعبد الحليم حافظ في أحد البرامج التلفزيونية

كما قدم برامج تلفزيونية ناجحة أخرى، منها "هذا المساء"، الذي اعتمد على تقديم فقرات فنية واستضافة نجوم فيما يشبه الحفل الفني في الهواء الطلق.

وكان سمير صبري يجيد توجيه دفة الحوارات بين النجوم، ما ساعده على تقديم نسخة مميزة من برنامج المسابقات الرمضاني الشهير "بدون كلام".

نجم متعدد الألوان

قدم سمير صبري ما يقرب من 200 عمل سينمائي، تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا وأفلام الحركة، وحتى تلك المأخوذة عن روايات أدبية، فشارك في أفلام خفيفة مثل "شنبو في المصيدة"، و"نص ساعة جواز"، و"في الصيف الحب جنون"، كما خاض تجربة الأكشن في فيلم "جحيم تحت الماء"، وجسد شخصيات مركبة في أفلام مأخوذة عن أعمال أدبية مثل "التوت والنبوت" عن رواية نجيب محفوظ، و"دموع صاحبة الجلالة" عن رواية موسى صبري، و"اللعبة" و"لعبة القتل" ضمن نوعية أفلام الجريمة.

سمير صبري في فيلم "جحيم تحت الماء"
المطرب المبهج

بعيدًا عن التمثيل، امتلك سمير صبري موهبة الغناء، وحقق بها شهرة واسعة، خصوصًا أن أغنياته كانت ذات طابع مرح وخفيف، ومن أبرزها: "اضحك يا أبو علي"، "سكر"، "ويا البنات"، "مبروك يا عريس"، "يوم الخميس".

واللافت للنظر أن سمير صبري كان منافسًا قويًا للمطربين في الغناء بحفلات الزفاف، حتى إنه بات يُلقب بـ"ملك الأفراح"، خصوصًا أنه أيضًا تميز بالقدرة على أداء الاستعراضات، ليضيف فصلًا آخر إلى كتاب مواهبه المتعددة.

منتج برؤية مختلفة

لم يكن سمير صبري ممثلًا ينتظر الأدوار، بل أنتج 11 فيلمًا سينمائيًا، بعضها كان يحمل طابعًا تجاريًا جماهيريًا، مثل "جحيم تحت الماء"، بينما راهن في البعض الآخر على أفكار جديدة ومضمون ثري، مثل فيلم "دموع صاحبة الجلالة".

وكان دائمًا حريصًا على تقديم محتوى يناسب الأسر المصرية.

ثلاثة أعوام مرت على رحيل الفنان سمير صبري، ولا تزال بصمته حاضرة في ذاكرة الفن المصري والعربي، فهو أحد أبرز النجوم الذين جمعوا بين التمثيل والغناء وتقديم البرامج والإنتاج، وهي معادلة نادرًا ما تتكرر في شخص واحد، خاصة بهذا القدر من النجاح والتأثير.

الفنان الراحل سمير صبر ي