الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استعدادا لمكالمة بوتين.. سباق أوروبي للتأثير على ترامب قبل المحادثة المنتظرة

  • مشاركة :
post-title
القادة الأوروبيون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعيش العواصم الأوروبية حالة من النشاط الدبلوماسي غير المسبوق خلال الأيام الأخيرة، وسط مساعٍ حثيثة للتأثير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل إجراء مكالمته المرتقبة، اليوم الاثنين، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ما يبدو أنه قد يكون أسبوعًا مفصليًا في مسار محادثات السلام المتعثرة بشأن الحرب الأوكرانية.

تواصل مع ترامب

وبحسب ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز"، سيتحدث القادة الأوروبيون مع ترامب، اليوم، لمساعدته على "الاستعداد" لمكالمته المخطط لها مع بوتين، في أول محادثة بين الزعيمين منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وهي المكالمة التي وصفتها إدارة ترامب بأنها "لحظة حاسمة" لوضع معايير ملموسة للتوصل إلى تسوية دائمة للحرب.

تشعر العواصم الأوروبية بقلق متزايد من إمكانية إبرام الرئيس الأمريكي صفقة مع الكرملين قد تتجاهل مصالح أوكرانيا، وهو ما دفع قادة أوروبا للتسابق في محاولة التأثير على تفكير ترامب قبل المحادثات.

وصرّح المستشار الألماني فريدريش ميرز، بأنه سينضم إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم، في ثاني مكالمة لهم مع ترامب، منذ الجمعة الماضي.

وقال ميرز: "لا يسعنا سوى أن نأمل إحراز المزيد من التقدم"، مضيفًا: "انطباعي الثابت أن الأوروبيين والأمريكيين مصممون على العمل معًا، لكن أيضًا بشكل هادف، لضمان إنهاء هذه الحرب الرهيبة قريبًا".

بوتين يتشبث بموقفه

خلال موجة من النشاط الدبلوماسي على مدار الأيام العشرة الماضية، لم يُبدِ بوتين أي تنازلات تذكر، إذ رفض التفاوض وفق شروط يضعها الآخرون.

وفي تصريحات أوردتها صحيفة "ذا تليجراف"، قال بوتين، أمس الأحد، إن روسيا لديها "القوة والموارد" لإنهاء ما بدأته مع الحرب على أوكرانيا، مضيفًا: "لدينا ما يكفي من القوة والموارد لإيصال ما بدأ في عام 2022 إلى نتيجة منطقية بالنتيجة التي تحتاجها روسيا"، دون توضيح ماهية هذه النتيجة.

زيلينسكي يلتقي فانس

التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، في روما، نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في أول لقاء منذ خلافهما في البيت الأبيض، فبراير الماضي، ووصف زيلينسكي اللقاء بأنه "اجتماع جيد"، وقال إنه شمل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وقال زيلينسكي: "ناقشنا المفاوضات في إسطنبول، إذ أرسل الروس وفدًا منخفض المستوى ليس لديه سلطة اتخاذ القرار"، مضيفًا: "أكدت استعداد أوكرانيا للدبلوماسية الحقيقية وشددت على أهمية وقف إطلاق النار بشكل كامل وغير مشروط في أقرب وقت ممكن".

خلافات أوروبية داخلية

في سياق متصل، كشفت "ذا تليجراف" عن خلاف دبلوماسي مرير نشب بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ بدأت الأزمة، الجمعة الماضي، خلال قمة المجتمع السياسي الأوروبي في ألبانيا، حيث لم تتم دعوة ميلوني في البداية للمشاركة في المكالمة الجماعية المزمعة مع ترامب.

وصرّحت ميلوني للصحفيين الإيطاليين، بأنها كان سيتم منعها من المشاركة بسبب رفضها إرسال قوات إلى أوكرانيا كجزء من "تحالف الراغبين" المقترح، وهو ما دفع ماكرون لاتهامها بنشر معلومات مضللة، قائلًا: "المناقشة تدور حول وقف إطلاق النار، دعونا نتجنب نشر معلومات كاذبة. هناك بالفعل ما يكفي من ذلك قادم من روسيا".

وحثت ميلوني، جميع القادة على "التخلي عن الأنانية" والتركيز على تقديم موقف موحد تجاه اتفاق سلام لا ينطوي على استسلام أوكرانيا، وقالت: "وحدة الغرب كانت أكبر قوة لنا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وفي وقت حساس كهذا، من المهم تنحية أي خلافات شخصية يمكن أن تقوض تلك الوحدة".

روسيا تُصعد عسكريًا

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أنه في إشارة لنيتها إضعاف أوكرانيا قبل أي محادثات سلام، شنت روسيا أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ أطلقت 273 طائرة مسيّرة مُحملة بالمتفجرات وطائرات خداع، وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية.

وحذرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (GUR)، أمس الأحد، من أن روسيا تعتزم إجراء إطلاق تدريبي لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "يارس" RS-24، خلال ليلة 19 مايو.

وقالت الوكالة إن الإطلاق يهدف إلى "تخويف أوكرانيا"، وإن الصاروخ سيكون مزودًا برأس حربي تدريبي، مشيرة إلى أن مداه يبلغ 10.000 كيلومتر وسيتم إطلاقه من موقع في منطقة سفيردلوفسك الروسية، بالقرب من جبال الأورال.