تسير أوكرانيا على ألغام روسيا، بعد أن أصبحت البلاد الأكثر تلوثًا بالألغام في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، بعد أن غطت الألغام ثلث أراضيها تقريبًا، أي ما يُعادل ضعف مساحة إسكتلندا.
وتحتاج أوكرانيا ما يقرب من 10 سنوات، حتى تتمكن من تطهير 80% من أراضي البلاد من الألغام، بتكلفة تقارب 21 مليار جنيه إسترليني، بحسب "ذا تايمز" البريطانية.
وقالت يوليا سفيريدينكو، وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، إن الألغام الأرضية تسببت في مقتل أكثر من 330 مدنيًا، بينهم 18 طفلًا، بسبب الألغام، وفقًا لكييف، كما جُرح أكثر من 800 شخص.
واستخدم الجيش الروسي أكثر من 12 نوعًا مختلفًا من الألغام الأرضية المضادة للأفراد، في حين نشرت روسيا وأوكرانيا ألغامًا مضادة للدبابات، التي تحتاج إلى 100 رطل على الأقل من الضغط للانفجار منذ أن دارت رحى الحرب الروسية الأوكرانية قبل ثلاث سنوات.
لم تقتصر زراعة الألغام على روسيا فقط، بل تورّط الجيش الأوكراني في زراعة ألغامًا أرضية مضادة للأفراد في منطقة خاركيف خلال الأشهر الأولى من الحرب، في محاولته اليائسة لصد جيش الكرملين.
وأعلنت أوكرانيا، وهي دولة موقّعة على معاهدة دولية عام 1997 تحظر استخدام هذه الأسلحة، أنها تحقق في هذا الادعاء.
ولن تنتظر أوكرانيا أكبر دولة في أوروبا بعد روسيا، انتهاء الحرب لبدء جهودها لإزالة الألغام، وقد صرّح رئيس الوزراء دينيس شميهال الشهر الماضي بأن بلاده أزالت الألغام من مساحة 13,500 ميل مربع.
قبل الحرب الروسية، كانت المنتجات الزراعية الأوكرانية تُغذّي 400 مليون شخص حول العالم، ما يجعل جهود إزالة الألغام بالغة الأهمية ليس فقط للبلاد نفسها، بل للأمن الغذائي العالمي أيضًا.
أمام ذلك استعانت أوكرانيا، بجيش جديد من الروبوتات المُصنّعة محليًا لاستعادة الأراضي، بعد أن لجأ إليها خبراء المتفجرات الأوكرانيون لإعادة تأهيل القرى.
تستطيع هذه الروبوتات، التي تزن نحو طن وارتفاعها 85 سم فقط، تنظيف هكتارين يوميًا، وهي مدرعة لحمايتها من هجمات الطائرات المسيّرة، إلا أن يجب استخدامها في مجموعات تصل إلى 40 روبوتًا لتحقيق أقصى قدر من الفعالية.
تستخدم الروبوتات سلاسل معدنية دوارة لخلط الألغام، التي تنفجر بأمان تحت هيكلها المعدني، ويستخدمها الجيش الأوكراني أيضًا على الجبهة، وبحسب المصنعون بإمكانها النجاة من أربعة ألغام مضادة للدبابات في آن واحد.