الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجولة الخليجية.. آخر شواهد نبذ ترامب لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
ترامب يتحدث إلى جنود قاعدة "العديد" في قطر

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

خلال جولته التي استمرت أربعة أيام في الشرق الأوسط، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى نحو الدول الخليجية على حساب "مركزية التحالف الذي استمر لعقود من الزمن بين أمريكا وإسرائيل"، والذي بدا وكأنه يتآكل في الوقت الحالي، حسبما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب بدا أكثر قربًا لقادة المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، في الوقت الذي تجاوز فيه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي أصبح أكثر بُعدًا عنه في الأشهر الأخيرة.

وذكرت الصحيفة: "حتى قبل وصول ترامب إلى المنطقة، فإن تحركات واشنطن -بما في ذلك الاتفاق الأحادي الجانب الذي توصلت إليه الإدارة مع حماس لتأمين إطلاق سراح آخر محتجز أمريكي حي متبق في غزة- أدت إما إلى تهميش الإسرائيليين وإمال إلى مفاجأتهم، ما يؤكد أن الحليفين ليسا على وفاق تام بشأن أكبر نقاط التوتر في المنطقة".

وسلّطت هذه التحركات الضوء على اختلاف ترامب مع سلفه، جو بايدن "الذي ركّز على استرضاء نتنياهو"؛ في الوقت الذي سعى الرئيس الأمريكي لإصلاح علاقته بالمملكة العربية السعودية.

وعندما زار "ترامب" الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى، كانت السعودية هي محطته الأولى أيضًا، لكنه سافر بعد ذلك إلى إسرائيل، والتقى بنتنياهو، أما هذه المرة، في أبو ظبي، قام ترامب بأول زيارة لمسجد كرئيس.

وفي الوقت الحالي، يبرز سؤال حول ما إذا كان تحول ترامب عن إسرائيل "أكثر من مجرد تكتيكي"، حسب تعبير التقرير.

ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض
خلافات عدة

عبر الإدارات السابقة، سبق للحكومات العربية أن سمعت وعودًا كثيرة بالدعم الأمريكي -بما في ذلك من ترامب خلال ولايته الأولى- لكن سرعان ما وجدت واشنطن أقرب إلى إسرائيل منها إليها.

في هذه المرة، نتنياهو هو الذي وجد نفسه خارج هذه الدائرة في الآونة الأخيرة، بدءا من شهر أبريل، عندما أعلن ترامب عن محادثات نووية مع إيران خلال زيارة الزعيم الإسرائيلي للبيت الأبيض.

ويلفت التقرير إلى أنه "مع أن ترامب يُصرّح بأنه يُفضّل اتفاقًا مع طهران يقضي بعدم تطوير سلاح نووي، إلا أنه هدّد بتعرّض إيران لهجوم في حال عدم التوصل إلى اتفاق. هذا النهج من شأنه أن يُقرّب ترامب مجددًا من رؤية نتنياهو حول كيفية وقف البرنامج النووي الإيراني".

مع ذلك، هذا ليس سوى أحد خلافاته مع إسرائيل، ففي وقت سابق من هذا الشهر، أبرم صفقة مع جماعة الحوثيين في اليمن لوقف مهاجمة السفن الأمريكية، ولكن ليس التي تتبع إسرائيل.

وقبل وصوله إلى الشرق الأوسط، تفاوضت إدارة ترامب مع حركة حماس على إطلاق سراح الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بينما ظل الإسرائيليون في الأسر.

أيضا، خلال رحلته هذا الأسبوع، وافق الرئيس الأمريكي على رفع العقوبات عن سوريا بعد مناشدة شخصية ولي العهد السعودي، مخالفًا بذلك إسرائيل التي كانت متشككة في الحكومة الجديدة في دمشق.

ترامب والرئيس الإماراتي محمد بن زايد
علاقة حذرة

حتى الآن، لا تزال الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل وموردها الرئيسي للأسلحة. ورغم تضرر دعم إسرائيل في الكونجرس جراء عدوانها على غزة، إلا أن ذلك يجعل من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- على أي إدارة أن تُقلل من شأن هذه العلاقة بشكل كبير.

لطالما اتسمت علاقة ترامب بنتنياهو بالحذر. ويقول مقربون منه إنه لم يتجاوز بعد تهنئة نتنياهو العلنية لبايدن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 "لكن خلافاتهما الحالية تتعلق بأجندة ترامب أكثر منها بأي خلاف طويل الأمد"، كما يقول محللون.

ينقل التقرير عن ستيفن كوك، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن: "الاختلافات حقيقية والتوتر حقيقي". لكنه أشار إلى أن "البعض يُبالغ في تقدير أهمية استبعاد إسرائيل من جدول أعمال القمة".

وأشار "كوك" إلى أن نتنياهو عقد اجتماعين مع ترامب، وأن القادة الإسرائيليين لا يزالون على اتصال وثيق بنظرائهم الأمريكيين.

أما بالنسبة للحكومات العربية، فإن هذا التحول، حتى وإن كان مؤقتا، كان موضع ترحيب، حيث ينقل التقرير عن بدر السيف، الخبير في شؤون الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت "إلى من كانوا في الخليج يعتقدون أن الطريق الوحيد إلى أمريكا يمر عبر إسرائيل، نرى الآن ثغرةً تُمكّننا من التوجه مباشرةً إلى الولايات المتحدة". 

وأضاف: "لدينا تواصلٌ مع الرجل الأول، وهو يُنصت إلينا".

كما قال جويل رايبورن، مرشح ترامب لمنصب كبير مسؤولي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، الخميس، إن دول الخليج "أصبحت الشريك المفضل".

وأضاف "رايبورن" أن زيارة الرئيس "تُثبت أن الوقت قد حان لتوسيع علاقاتنا في الخليج، وتوسيع نطاقها من الأمن إلى الرخاء".

كما بدت إشادة القادة العرب بترامب، الذي تجنب نقل الرسائل المألوفة للإدارات السابقة، وقال إن العرب "ليسوا بحاجة إلى محاضرات من الغربيين عن كيفية العيش".