الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقاتلات "إف-22 سوبر" و"إف-55".. حلم ترامب لتغيير قواعد اللعبة في السماء

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الدوحة بطموحات حربية جديدة، متطلِّعًا إلى ما هو أبعد من المألوف في ترسانة القوة الجوية الأمريكية، إذ أفصح عن رؤيته لطائرتين حربيتين مستقبليتين حملتا اسمي "إف-22 سوبر" و"إف-55"، ليفتح بذلك بابًا لتساؤلات إستراتيجية حول مستقبل الهيمنة الجوية الأمريكية، والدور المتجدد لشركات الصناعات العسكرية الكبرى في تحقيق هذه الرؤية.

وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، هناك خلفيات وتفاصيل للمقاتلتين المرتقبتين، تكشف عن أبعاد المنافسة المحتدمة في كواليس صناعة الطيران الحربي بالولايات المتحدة.

حلم مقاتلتين جديدتين

وكشف الرئيس الأمريكي خلال زيارته لقاعدة العديد الأمريكية بقطر، أمس الخميس، عن رغبته في ضم طائرتين مقاتلتين متطورتين إلى سلاح الجو الأمريكي، أطلق عليهما اسمي "إف-22 سوبر" و"إف-55". 

وتمثل هذه التصريحات أول إشارة علنية لأي من هذين الطرازين الجديدين، وفي هذا السياق، اعتبر موقع "أكسيوس" أن مثل هذه المشروعات الضخمة، والتي تُقدَّر كلفتها بمليارات الدولارات، لا تنشأ من فراغ، ما يلمّح إلى أن بعض الأعمال التحضيرية قد تكون بدأت بالفعل.

وتم الإعلان عن التصريحات بينما كان ترامب محاطًا بأسماء كبيرة في قطاع الصناعات الجوية، من بينهم كيلي أورتبيرج الرئيس التنفيذي لشركة "بوينج"، ولاري كولب الرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك للطيران"، وهذا الحضور البارز يعكس طبيعة التعاون المحتمل بين البيت الأبيض وقطاع التصنيع الدفاعي في تحقيق الرؤية الجديدة.

وقال ترامب إن الطائرة "إف-22 سوبر" ستكون "نسخة مطوّرة للغاية" من المقاتلة الحالية "إف-22 رابتور"، بينما ستزود طائرة "إف-55" بمحركين، ما يعزز قدراتها على المناورة والأداء القتالي.

طائرة إف-22 تابعة للقوات الجوية الأمريكية
"لوكهيد مارتن" ترد

من جهته، أوضح متحدث باسم شركة "لوكهيد مارتن" وهي شركة أمريكية، من أكبر شركات الصناعات العسكرية في العالم، وفق "أكسيوس"، أنها ستواصل التعاون الوثيق مع إدارة ترامب من أجل "تحقيق رؤيتها للهيمنة الجوية"، لكنه أحال الأسئلة المتعلقة بالمواصفات التقنية للطائرتين إلى البيت الأبيض، ما يشير إلى أن التفاصيل الدقيقة لا تزال طي الكتمان أو قيد التطوير.

في خلفية هذه التصريحات، تواصل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" العمل على تحديث ترسانتها الجوية عبر مجموعة من المشروعات الطموحة التي تقودها كبرى الشركات الدفاعية الأمريكية.

وفازت شركة "بوينج" مؤخرًا بعقد تطوير مقاتلات "الجيل القادم من الهيمنة الجوية" لسلاح الجو الأمريكي، وتعمل حاليًا على إنتاج طائرة تحمل اسم "إف-47"، وهو اسم رمزي يشير إلى ترامب بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، في تشابه مع طائرة "بي-47" التاريخية.

في موازاة ذلك، تتنافس شركتا "أندوريل إندستريز" و"جنرال أتوميكس" على تطوير طائرات قتالية ذات أجنحة روبوتية، تُعرف باسم طائرات "القتال التعاونية"، وتشهد الطائرتان YFQ-42A وYFQ-44A حاليًا اختبارات ميدانية على الأرض، في مؤشر على اقتراب دخولهما مرحلة التصنيع الفعلي.

أما على مستوى البحرية الأمريكية، فتخوض شركتا "بوينج" و"نورثروب جرومان" سباقًا محمومًا للفوز بتطوير الطائرة القتالية القادمة F/A-XX، المصممة لعمليات التفوّق الجوي في البيئات البحرية.

إعادة تشكيل سماء أمريكا

في تطور ذي دلالة، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن"، جيم تايكليت، الشهر الماضي، بأن شركته تعمل على تطوير ما وصفه بـ"الجيل الخامس فما فوق" من المقاتلات، مشبهًا تلك الطائرات الفائقة التطور بسيارات "فيراري"، من جهة الأداء والدقة والسرعة.

تُظهر هذه التصريحات أن التطوير العسكري لم يعد مقتصرًا على تحديث الأسلحة التقليدية، بل بات يواكب قفزات تكنولوجية نوعية تجعل من المقاتلات القادمة أدوات حربية تتجاوز كل ما هو مألوف في تاريخ القتال الجوي.

سواء كان هذا الإعلان مجرد طرح رمزي سياسي، أو جزءًا من مشروع حقيقي قيد الإعداد، فإن تصريحات ترامب أعادت تسليط الضوء على السباق المحموم نحو التحديث العسكري، وأبرزت مجددًا الدور الجوهري الذي تلعبه شركات مثل "لوكهيد"، و"بوينج"، و"جنرال إلكتريك"، في صياغة مستقبل القوة الجوية الأمريكية.