سلّطت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الضوء على ما وصفته بـ"العواقب السلبية" المتزايدة للعقوبات الأمريكية والإجراءات الحمائية ضد الصين، مشيرة إلى أن هذه السياسات لم تؤثر فقط على العلاقات الثنائية، بل انعكست داخليًا على الاقتصاد الأمريكي ذاته.
واشنطن تحت الضغط
في تقرير نشرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، اعتبرت أن السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، وعلى رأسها الرسوم الجمركية، تسببت بتدهور ثقة المستهلك الأمريكي، التي انخفضت في أبريل المنقضي إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، وفقًا لمؤشر مجلس المؤتمر في نيويورك.
كما أشارت الصحيفة إلى أن العجز التجاري الأمريكي قفز بنسبة 14% في مارس الماضي ليبلغ 140.5 مليار دولار، ما وضع ضغوطًا متزايدة على البيت الأبيض لإيجاد مخرج من الأزمة.
ووصفت الصحيفة هذه الإجراءات بـ"السيف ذي الحدين"، مشيرة إلى أن سياسات ترامب الجمركية أثرت سلبًا على النمو الاقتصادي الأمريكي وأضرت بسمعة واشنطن العالمية، وهي نتائج "سترتد في نهاية المطاف على الولايات المتحدة نفسها"، بحسب مراقبين صينيين.
الاقتصاد الصيني يزداد قوة
أما موقع "جلوبال تايمز" الصيني، فأكد أن الاقتصاد الصيني أظهر مرونة ملحوظة في مواجهة الضغوط الخارجية، وخاصة الرسوم الأمريكية، مشيرًا إلى تحسن سوق الاستهلاك واستقرار سوق العمل في الربع الأول من العام، إضافة إلى النمو المتواصل في الصناعات عالية التقنية مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم.
ورغم الانخفاض في التجارة مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، سجّلت التجارة الخارجية الصينية نموًا بنسبة 5.6% في أبريل المنقضي، لتبلغ قيمتها 3.84 تريليون يوان (أكثر من 530 مليار دولار أمريكي)، ما يعكس قدرة الصين على الحفاظ على زخم اقتصادي قوي وسط بيئة دولية متقلبة.
ورأى التقرير أن هذه المرونة تمنح بكين نفوذًا تفاوضيًا أكبر، ما يجعلها في موقع يمكّنها من رفض الإملاءات الخارجية والتمسك بمبادئ السيادة والمساواة في أي حوار قادم مع واشنطن.
حماية المصالح الوطنية
وبالتزامن مع التطورات الاقتصادية، أعلنت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" عن انطلاق جولة جديدة من المحادثات الاقتصادية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، جاء بناءً على طلب أمريكي. وأكدت الصين أنها قررت الدخول في هذه المحادثات بعد "دراسة شاملة" للتطلعات العالمية ونداءات الشركات والمستهلكين الأمريكيين.
وشددت الوكالة على أن بكين لن تقبل بأي ضغوط أو ابتزاز اقتصادي، محذرة من أن الرسوم الجمركية الأمريكية تمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، وتؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية، وزيادة التضخم، وتفاقم الركود في الولايات المتحدة نفسها.