دعا المستشار الألماني فريدريش ميرز، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إنهاء حربه التجارية وإلغاء التعريفات الجمركية، مؤكدًا -خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس الخميس- أنه أوضح لترامب أن عليه التعامل مع أوروبا ككتلة موحدة وليس كل دولة على حدة.
وزار المستشار الألماني العاصمة البلجيكية، اليوم الجمعة، لعقد اجتماعات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتناول ميرز محادثته مع الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي ببروكسل، قائلًا: "أخبرته أنني أرى أن تصعيد هذا النزاع الجمركي ليس فكرة جيدة.. الحل الأمثل هو خفض الرسوم الجمركية إلى الصفر على كل شيء وعلى الجميع".
وقال المستشار الألماني إنه حرص على التأكيد على أن الرئيس الأمريكي سيتعامل مع الاتحاد الأوروبي، وليس مع الدول الأعضاء كل على حدة.
وأضاف: "أقرب شريك تجاري للولايات المتحدة ليس ألمانيا أو فرنسا أو بولندا، بل أوروبا والاتحاد الأوروبي".
خطوات متسارعة
خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قال المستشار الألماني إنه "على المدى القريب على الأقل، آمل أن نتمكن من اتخاذ خطوات لخفض الرسوم الجمركية الحالية.. وعلى المدى البعيد أيضًا، نأمل التوصل إلى اتفاق تجاري".
وشدد ميرز على ضرورة إبرام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفاقية "صفر مقابل صفر"، وهو ما طرحته المفوضية الأوروبية بشأن السلع الصناعية.
ويتناقض هذا مع اتفاقية ترامب التجارية الجديدة المحدودة مع المملكة المتحدة، التي تُبقي على الرسوم الجمركية البالغة 10% على معظم السلع البريطانية، والتي أشاد بها "ميرز".
كما أعرب المستشار الألماني الجديد عن أسفه لعدم انتهاء المحادثات السابقة بشأن اتفاقية التجارة عبر الأطلسي، وقال: "نعلم اليوم كم كان من الممكن أن يكون ذلك ذا قيمة.. للأسف، هذا مجرد لبن مسكوب".
وزعم ميرز أنه إلى جانب التعريفات الجمركية، ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يُقدِّم "اعترافًا واسعًا" بالمعايير التقنية، نظرًا "للإمكانات الكبيرة لفتح الأسواق"، ومن الأمثلة على ذلك القواعد المتعلقة بالسيارات.
فريق ترامب
قبل يومين، حثَّ المستشار الألماني الجديد مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي على ما قال إنه "التوقف عن التدخل في السياسة الألمانية".
وقال "ميرز"، في تصريحات لقناةZDF التلفزيونية: "لم أتدخل في الحملة الانتخابية الأمريكية ولم أنحز لأحد الطرفين.. أود أن أشجع وأحث الحكومة الأمريكية على ترك السياسة الداخلية الألمانية لألمانيا، والابتعاد إلى حد كبير عن هذه الاعتبارات الحزبية".
وكانت برلين شعرت بالغضب من واشنطن بعد أن صنفت وكالة الاستخبارات الداخلية الفيدرالية الألمانية حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف كمنظمة متطرفة "مثبتة" الأسبوع الماضي، بعدما حصل الحزب على دعم من بعض أعلى أعضاء حكومة ترامب مكانة، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أشار إلى القرار باعتباره "استبدادًا مقنعًا".
وفي المقابلة التلفزيونية، وصف "ميرز" تعليق وزير الخارجية الأمريكي بأنه "ملاحظة سخيفة".
أيضًا، عندما سُئل عما إذا كان سيتعامل مع ترامب باستخدام السحر أو الحديث المباشر، قال ميرز إنه "سيمثل بشكل علني المواقف الألمانية والأوروبية".
وأضاف المستشار الألماني الجديد متحدثًا عن الاتحاد الأوروبي: "معًا، نحن أكبر حتى من الولايات المتحدة.. عدد المستهلكين هنا أكبر من عدد المستهلكين في أمريكا وكندا مجتمعين.. لذا، لدينا ما نقدمه هنا".
وأكد: "بإمكاننا (الأوروبيين) فعل شيء ما.. نحن متحدون إلى حد كبير، وهذه ستكون رسالتي للحكومة الأمريكية".
ولفت ميرز إلى أنه سيلتقي ترامب شخصيًا لأول مرة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لاهاي في يونيو المقبل على أبعد تقدير.