الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واشنطن تعرض الوساطة.. مواجهة الهند وباكستان تصل "أبعادا مثيرة للقلق"

  • مشاركة :
post-title
الدخان فوق قاعدة عسكرية هندية في أودامبور، الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تصاعدت المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان، اليوم السبت، ما يضع الجارتين النوويتين على شفا الحرب الواسعة، رغم الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء الأزمة المتفاقمة بين البلدين، فيما أشار محللون إلى أنها وصلت "أبعادا مثيرة للقلق" وأنه لا توجد حلول فورية حاليًا.

وأعلن الجيش الباكستاني، اليوم، قصف أهداف متعددة في الهند، والجزء في كشمير تحت إدارة نيودلهي، في رد انتقامي تحت مبدأ "العين بالعين"، استهدف القواعد الجوية الهندية التي استُخدمت لإطلاق الصواريخ على باكستان.

وتضمن الأهداف العسكرية الهندية التي أعلن الجيش الباكستاني قصفها، مقر قيادة اللواء" كيه جي توب"، ومستودع الإمدادات الميدانية أوري، وموقع المدفعية ديرانجياري، وموقع بطارية براهموس ناجروتا، ومطارات أودهامبور وباثانكوت وسوراتجار، وفق ما ذكرت شبكة" سي إن إن" الأإخبارية الأمريكية.

وتقع معظم هذه المواقع بالقرب من الحدود الفعلية التي تقسم منطقة كشمير المتنازع عليها بين نيودلهي وإسلام آباد أو على امتدادها، إذ تقع باثانكوت في ولاية البنجاب، وسوراتجار في ولاية راجستان، بينما جاء مطاران داخل حدود الهند غير المتنازع عليها.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الشرطة في الشطر الهندي من كشمير، أن 5 أشخاص لقوا حتفهم في هجمات باكستانية في منطقة جامو الهندية، صباح اليوم.

وجاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من إعلان باكستان أن الهند هاجمت عدة قواعد جوية عسكرية لها، ومباشرة بعد هذا الادعاء، نشرت حكومة إسلام آباد تغريدة على منصة" إكس" تقول فيها: "على الهند الآن الاستعداد لرد باكستان".

وأعلنت باكستان أن الهند أطلقت صواريخ على قواعد عسكرية رئيسية، بما في ذلك قاعدة قريبة من العاصمة إسلام آباد، وصرح المتحدث العسكري الباكستاني أحمد شريف شودري، اليوم، بأنه تم اعتراض معظم الصواريخ، وأضاف أن الصواريخ التي سقطت لم تُسبب أي أضرار.

وقال "شودري"، في بث مباشر بثه التلفزيون الرسمي: "ضربت الهند قواعد نور خان وشوركوت ومريد الجوية من طائراتها، وتم اعتراضها جميعًا".

تقع قاعدة نور خان بالقرب من مقر الجيش الباكستاني في مدينة روالبندي، وهي القاعدة التي يستخدمها كبار الشخصيات الأجنبية والقادة العسكريون عند السفر من وإلى العاصمة الباكستانية.

وأضاف شودري أن الدفاعات الجوية الباكستانية "اعترضت بنجاح صواريخ كروز أُطلقت على قاعدة رفيقي الجوية في شوركوت".

وأغلقت باكستان مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية، اليوم، وفقًا لمتحدث باسم هيئة المطارات الباكستانية، وسيُطبق الإغلاق، الذي بدأ الساعة 3:15 صباحًا بالتوقيت المحلي (6:15 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الجمعة)، على جميع الرحلات المدنية في البلاد حتى ظهر يوم السبت بالتوقيت المحلي.

وفي المقابل، أعلنت الهند أنها "تصدَّت وردَّت بفعالية" على العملية العسكرية الباكستانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

وقالت فيوميكا سينج، وهي ضابط برتبة قائد جناح (مجموعة) جوية في القوات الجوية الهندية، خلال إحاطة إعلامية في نيودلهي بحضور مسؤولين كبار آخرين، إن باكستان "استهدفت مناطق مدنية وبنية تحتية عسكرية"، بما في ذلك مبانٍ طبية وتعليمية في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير.

وأضافت سينج، أن الجيش الباكستاني "لجأ أيضا إلى عمليات توغل جوية باستخدام طائرات بدون طيار وإطلاق أسلحة ثقيلة" على طول الحدود المتنازع عليها في كشمير، موضحة أن باكستان استخدمت صاروخًا عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في ولاية البنجاب، داخل حدود الهند غير المتنازع عليها.

ورد الجيش الهندي "بفعالية"، متسببًا في "أضرار جسيمة" للبنية التحتية للجيش الباكستاني، وقالت سينج إن الجانب الهندي تكبد "أضرارًا محدودة".

وقالت القائدة الهندية إنه "لوحظ أن الجيش الباكستاني يحرك قواته نحو المناطق الأمامية"، ما يشير إلى نية هجومية لمزيد من التصعيد.

وأضافت سينج: "تظل القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية، وتم التصدي لجميع الأعمال العدائية بشكل فعال والرد عليها بشكل متناسب."

وأعلن الجيش الهندي، اليوم، أن باكستان تعزز من انتشار قواتها على طول الحدود المشتركة، وقال إن باكستان حاولت التوغل جوًا في 26 موقعًا، وأنها استخدمت "صاروخًا عالي السرعة" لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب.

من جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، اليوم، إنه إذا أوقفت الهند تصعيدها، فستفعل إسلام آباد الشيء نفسه، وصرح أمام الكاميرات في أثناء حديثه مع محطة تلفزيونية محلية: "إذا كان هناك ذرة من العقل، فستتوقف الهند.. وإذا توقفوا، فسنتوقف نحن أيضًا".

ونقلت " سي إن إن" عن أحد المحللين، أن الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان وصل إلى "أبعاد مثيرة للقلق"، بعد أن قالت إسلام آباد إنها شنت عملية ضد جارتها ردًا على "العدوان الهندي" الأخير.

وقال مايكل كوجلمان، المحلل المتخصص في شؤون جنوب آسيا ومقره واشنطن: "وصلت هذه الأزمة إلى أبعاد مثيرة للقلق"، مضيفًا أنه يبدو أنه "لا توجد حلول فورية في الموقع".

وتتصاعد المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان، بسبب هجوم على الجانب الذي تديره الهند من كشمير أسفر عن مقتل 26 سائحًا، وألقت نيودلهي مسؤوليته على إسلام آباد، كما اتهمت جماعة "لشكر طيبة" بالتورط فيه.

وفي محاولة جديدة لتهدئة التوتر بين الجارتين النوويتين، عرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الوساطة الأمريكية في الصراع المتصاعد بين باكستان والهند، وذلك خلال محادثات منفصلة مع نظيريه في كلا البلدين، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية،

وتحدث روبيو مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، في مكالمات منفصلة، ​​أكد خلالها ضرورة "تحديد كلا الجانبين سبل تهدئة التوتر وإعادة التواصل المباشر لتجنب سوء التقدير"، وفقًا للبيانين.

كما تحدث روبيو في وقت سابق مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، و"واصل حث الطرفين على إيجاد سبل" لتهدئة التوتر.

وذكر البيان أن وزير الخارجية عرض استعداد الولايات المتحدة المساعدة في الوساطة "لتجنب الصراعات المستقبلية".

وهذا هو أول عرض من نوعه للمساعدة الأمريكية يذكر في بيانات مكالمات روبيو مع مسؤولين باكستانيين أو هنود، وفق "سي إن إن".

جاء تكثيف الجهود الدبلوماسية مع تصاعد حدة الصراع بين الجارتين النوويتين، حيث شنت باكستان هجمات مضادة بعد أن ضربت الهند ثلاثًا من قواعدها الجوية، وفقا لمسؤولين.

وصرّح وزير الدفاع الباكستاني خواجه محمد آصف، أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور فعال بين باكستان والهند.