في الوقت الحالي، تتجه مركبة فضائية من الحقبة السوفييتية إلى السقوط نحو الأرض "بشكل غير منضبط"، وفق خبراء أكدوا أنه لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن عملية السقوط، كما نقلت شبكة NBC News.
وبينما قد يبدو سقوط قطعة ضخمة من المعدن عائدة إلى الأرض أمرًا مرعبًا، لكن الأقمار الصناعية القديمة وأجزاء الصواريخ المستهلكة أو غيرها من القطع الصغيرة من الحطام الفضائي تسقط في الواقع على الأرض وتعود إلى الغلاف الجوي بشكل يومي تقريبًا، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية.
وصُممت المركبة الفضائية، التي تزن نصف طن، والمعروفة باسم "كوزموس-482"، للهبوط على كوكب الزهرة، لكنها قضت السنوات الـ53 الماضية عالقةً في مدار الأرض بسبب عطل في صاروخها.
ويُتوقع أن تخترق المركبة الغلاف الجوي للأرض خلال الأيام المقبلة، وتشير أحدث التوقعات إلى حدوث عودة غير منضبطة غدًا السبت.
بقايا فضائية
في معظم الحالات، تحترق المركبة الفضائية في الغلاف الجوي دون أن تُلحق به أذى، مع بقاء أجزاء قليلة جدًا -إن وُجدت- على قيد الحياة خلال الرحلة النارية الناتجة عن الاحتكاك.
ولكن حتى عندما تصمد بعض القطع أمام العودة إلى الغلاف الجوي، فمن النادر جدًا أن تسقط على اليابسة وتُسبب أي ضرر، ويرجع ذلك في الغالب إلى أن المحيطات تُغطي نحو 71% من سطح الكوكب.
وكتب مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية على مدونتهم حول "كوزموس-482"، إن "خطر إصابة أي قمر صناعي بعودة إلى الغلاف الجوي ضئيل للغاية"، وإن "خطر إصابة أي إنسان سنويًا بسبب الحطام الفضائي أقل من واحد في 100 مليار".
وأضافوا: "بالمقارنة، فإن احتمال إصابة الإنسان بصاعقة البرق يزيد بنحو 65,000 مرة".
ويتوقع مكتب الحطام الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية حاليًا أن تبدأ المركبة السوفييتية في السقوط عبر الغلاف الجوي غدًا السبت في نحو الساعة 4:26 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مع وجود حالة عدم يقين تقدر بزيادة أو نقصان 4.35 ساعة.
وفي الواقع، من الصعب إجراء توقعات دقيقة حول موعد سقوط مركبة فضائية غير متحكم فيها عائدة إلى الأرض، لأن ذلك يعتمد على ديناميكيات الغلاف الجوي والطقس الفضائي والتوجه المحدد للجسم مع تدهور مداره، وهي أمور يصعب معرفتها بدقة.
وقالت "ناسا" إن موقع الهبوط قد يكون "في أي مكان بين خطي العرض 52 شمالًا و52 جنوبًا"، وهي مساحة ضخمة تغطي إفريقيا وأستراليا ومعظم أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا.
ونقل التقرير عن مسؤولين في قوة الفضاء الأمريكية إن أحدث توقعاتهم تظهر عودة "كوزموس 482" إلى الغلاف الجوي فوق جزيرة "بورنيو" في ماليزيا، بالقرب من الحدود مع إندونيسيا، في حين يحدد مسار وكالة الفضاء الأوروبية الأرضي موقع الهبوط جنوب أستراليا، في المحيط الجنوبي أو حوله.
كوزموس-482
أُطلق الاتحاد السوفييتي "كوزموس-482" عام 1972 في مهمة للهبوط على سطح كوكب الزهرة، والتي كانت واحدة من سلسلة بعثات إلى الزهرة، لكن هذه المهمة انقطعت في مدار حول الأرض بعد حادث صاروخي.
وسقط معظم الحطام من المهمة المنكوبة على الأرض منذ عقود من الزمن، ولكن من المتوقع أن تعود كبسولة الهبوط الكروية -التي تزن نصف طن- إلى الأرض في وقت ما من هذا الأسبوع.
ونقلت NBC News عن ماركو لانجبروك، العالم في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا، والذي كان يتتبع "كوزموس - 482"، إن الكبسولة، التي يبلغ عرضها نحو ثلاثة أقدام، مصممة للعمل على كوكب الزهرة شديد الحرارة "لذلك قد تنجو من إعادة الدخول عبر الغلاف الجوي للأرض".
وأضاف: "من المُرجَّح أن يكون الاصطدام قويًا.. أشكُّ في أن نظام نشر المظلات سيظلُّ يعمل بعد 53 عامًا ومع نفاد البطاريات".