إنهاء "صمت ألمانيا".. "ميرز" يبدأ خطته لأوروبا من فرنسا بولندا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني فريدريش ميرز

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يطير المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز إلى كل من فرنسا وبولندا، اليوم الأربعاء، في أول رحلة خارجية بعد انتخابه مستشارًا اتحاديًا، ومن المتوقع أن تركز المحادثات مع الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والبولندي ودونالد توسك، على الأمن الأوروبي والهجرة غير النظامية، ومستقبل أوروبا.

وأخذ فريدريش ميرز، زمام الأمور في البحث عن استقلالية أكثر لأوروبا بعيدًا عن الولايات المتحدة الأمريكية، بعد التغيير الجذري في السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

ومن المرجح أن يناقش "ميرز" مع رئيس الوزراء دونالد توسك، في وارسو، قضية الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بالتزامن مع تشديد ميرز الرقابة على الحدود وزيادة عمليات الرفض، منذ اليوم الأول من توليه منصبه، ويقع على عاتق وزير الداخلية الجديد لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ألكسندر دوبريندت.

المستشار الألماني فريدريش ميرز
 إنهاء "صمت ألمانيا"

ودائمًا ما اتهم فريدريش ميرز، سلفه أولاف شولتس، بالتسبب في تهور العلاقات مع كل من فرنسا وبولندا، وهو ما دفعه للإعلان خلال الحملة الانتخابية أنه يريد زيارة باريس ووارسو في اليوم الأول من ولايته.

ووعد "ميرز" بإعادة تعريف دور ألمانيا في أوروبا، يناير الماضي، بعدما أعلن في كلمة رئيسية ألقاها حول السياسة الخارجية في مؤسسة كوربر، أنه يريد إنهاء "صمت ألمانيا" بشأن السياسة الأوروبية، وإصلاح علاقات ألمانيا مع فرنسا وبولندا.

ويريد "ميرز" بالتعاون مع ماكرون تحقيق "فكرة أوروبا ذات السيادة"، ومن وجهة نظر المستشار الجديد، مناقشة الردع النووي الأوروبي المشترك، قائلاً: "يتعين علينا أن نجعل المحرك الفرنسي الألماني وردود الفعل أقوى من أي وقت مضى، وسنجتمع في باريس ابتداءً من الغد للعمل على هذا الأمر معًا".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
تعويض بولندا

ويريد قصر الإليزيه استغلال زيارة ميرز، لإرسال إشارة قوية مفادها أن هناك تجديدًا يحدث في العلاقات الفرنسية الألمانية، وتعتبر باريس تقليديًا بمثابة المحطة الأولى للمستشار الألماني في الخارج، إذ سافر شولتس أولًا إلى باريس وبروكسل.

وبالنسبة لبولندا، تظل قضية التعويض عن الأضرار التي سببتها ألمانيا، خلال الحرب مطروحة على جدول الأعمال، وعلاوة على ذلك، أعربت سفارة بولندا في برلين بالفعل عن انتقاداتها لتشديد ضوابط الحدود، التي أعلنها ميرز، وقد تبدأ في وقت مبكر من اليوم الأربعاء.

وتأتي زيارة ميرز الافتتاحية في مرحلة ساخنة من الحملة الانتخابية الرئاسية البولندية، إذ يركز المرشح كارول ناوروكي، المدعوم من حزب القانون والعدالة المحافظ الوطني، قضايا الهجرة وتعويضات الحرب العالمية الثانية.

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك
معاهدة الصداقة الألمانية البولندية

يريد "ميرز" وضع العلاقات الألمانية البولندية على أساس جديد من خلال معاهدة الصداقة، ينبغي الانتهاء من ذلك، 17 يونيو 2026، وهو الذكرى الخامسة والثلاثين لتوقيع معاهدة الجوار الألمانية البولندية عام 1991.

وسيرافق المستشار في زيارته لباريس ووارسو، وزير الخارجية يوهان واديفول، علامة على الطموح نحو سياسة خارجية جديدة موحدة.