حث المستشار الألماني المحافظ الجديد فريدريش ميرز مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ما قال إنه "التوقف عن التدخل في السياسة الألمانية".
وقال ميرز في تصريحات لقناةZDF التلفزيونية: "لم أتدخل في الحملة الانتخابية الأمريكية ولم أنحاز لأحد الطرفين. أود أن أشجع وأحث الحكومة الأمريكية على ترك السياسة الداخلية الألمانية لألمانيا، والابتعاد إلى حد كبير عن هذه الاعتبارات الحزبية".
وكانت برلين قد شعرت بالغضب من واشنطن بعد أن صنفت وكالة الاستخبارات الداخلية الفيدرالية الألمانية حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف كمنظمة متطرفة "مثبتة" الأسبوع الماضي؛ حيث حصل الحزب على دعم من بعض أعلى أعضاء حكومة ترامب مكانة، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أشار إلى القرار باعتباره "استبدادًا مقنعًا".
رسالة لترامب
في المقابلة التلفزيونية، وصف ميرز تعليق وزير الخارجية الأمريكي بأنه "ملاحظة سخيفة"، ورجح أنه قد يقوم بإثارة القضية في مكالمة مقررة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم غد الخميس.
عندما سُئل عما إذا كان سيتعامل مع ترامب باستخدام السحر أو الحديث المباشر، قال ميرز إنه "سيمثل بشكل علني المواقف الألمانية والأوروبية".
وأضاف المستشار الألماني الجديد متحدثًا عن الاتحاد الأوروبي: "معًا، نحن أكبر حتى من الولايات المتحدة. عدد المستهلكين هنا أكبر من عدد المستهلكين في أمريكا وكندا مجتمعين. لذا، لدينا ما نقدمه هنا".
وأكد: "بإمكاننا (الأوروبيين) فعل شيء ما. نحن متحدون إلى حد كبير، وهذه ستكون رسالتي للحكومة الأمريكية".
ولفت ميرز إلى أنه سيلتقي ترامب شخصيًا لأول مرة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي في يونيو المقبل على أبعد تقدير.
ولتنسيق استراتيجية أوروبية مشتركة في مجال الدفاع قبل ذلك الاجتماع، سيسافر ميرز إلى باريس ووارسو يوم الأربعاء للقاء نظرائه.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ميرز بأن تلعب ألمانيا تحت قيادته دورًا أكبر على الساحة الأوروبية. لكن فشله المحرج في البداية في تولي منصب المستشار يوم الثلاثاء في البوندستاج سلّط الضوء على ضعفه السياسي النسبي وأغلبيته البرلمانية الضئيلة في الداخل، مما قد يعيق قدرته على الوفاء بوعوده الانتخابية.
الفوز من الجولة الثانية
انتُخب ميرز مستشارًا، مساء أمس الثلاثاء، في الجولة الثانية من التصويت بعد يومٍ حافلٍ في مجلس النواب الألماني (البوندستاج). حيث صوّت 325 نائبًا لصالح ميرز، متجاوزًا بذلك الحد الأدنى المطلوب وهو 316 صوتًا. وصار عاشر مستشارٍ لألمانيا بعد الحرب، وسادسُ شاغلٍ للمنصب من الحزب الديمقراطي المسيحي.
قبلها، كان ميرز، البالغ من العمر 69 عامًا، أول مستشارٍ مُفترض يفشل في الجولة الأولى من التصويت -وهو حدثٌ فريدٌ من نوعه في ألمانيا- بحصوله على 310 أصواتٍ مؤيدة، كان ينقصه ستة أصواتٍ لتحقيق أغلبية المستشارين.
وافتتحت رئيسة البوندستاج جوليا كلوكنر الجولة الثانية من التصويت بعد إقرار الاقتراح الإجرائي. وأجريت الجولتين بالاقتراع السري، حيث احتاج ميرز إلى ما يسمى بـ "أغلبية المستشارين" -أي 316 من أصل 630 عضوًا في البوندستاج- وفي الجولة الأولى، صوّت 310 أعضاء فقط لميرتز.
وتتمتع كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي-الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظة وشركاؤها في الائتلاف من الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط مجتمعين بأغلبية كافية حسابيًا، أي 328 عضوًا في البرلمان، وهي أغلبية كافية.