الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شر روسي ونازية جديدة.. بوتين وزيلينسكي يعيدان تعريف الانتصار في الحرب

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي تحتفل فيه موسكو بإحياء الذكرى الـ 80 لتوقيع وثيقة استسلام ألمانيا النازية، وسيطرة الجيش الأحمر على النصف الشرقي من برلين، كان حلفاء روسيا القدامى في تلك الحرب يحتشدون خلف غريم الروس الحالي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي يستعين بوتين في دعايته المضادة أمامه بسردية "النازية الجديدة".

وبينما يستعد الرئيس الروسي لإعلان إنجاز الجزء الأكبر من أهدافه المعلنة عندما أطلق العملية العسكرية الخاصة تجاه أوكرانيا في فبراير 2022، كان زيلينسكي يخرج على وسائل التواصل الاجتماعي ليكرر على الغرب دعوته لـ "محاربة الشر الروسي معًا".

ومن المقرر إقامة عرض عسكري ضخم للاحتفال في موسكو، غدًا الجمعة، حيث تم توقيع وثيقة الاستسلام للمرة الثانية في المقر السوفيتي في برلين، بالتزامن مع حلول منتصف الليل في موسكو في التاسع من مايو 1945.

على الجانب الآخر، نظَّمت لندن بالفعل عرضًا عسكريًا أصغر، يوم الاثنين الماضي، وسط خطوات لاهثة لإعادة تسليح الجيش البريطاني بما يتناسب مع مواجهة محتملة مع الحليف القديم، الذي يرى أن أوكرانيا ليست سوى ساحة مواجهة مع الغرب "الذي لم يتعلم من دروس الماضي ودعم النازية مجددًا".

وفي روما، أحيت إيطاليا الذكرى من خلال احتفالية "الفوج الخالد" التي تجمع خلالها الشعب الروسي والمتعاطفون معه في ساحة "أوجو لا مالفا".

وفي فرنسا، كانت مدينة "ريمس" الواقعة شمال شرق البلاد محورًا رئيسيا للاحتفالات؛ وكانت المدينة التي شهدت استسلام ألمانيا النازية عام 1945 أقامت فعاليات مهيبة، منها إشعال شعلة الذكرى.

تجاهل روسي ودعوات أوكرانية

في مقابل تحذيرات بروكسل لحلفاء السوفييت القدامى في الحرب من المشاركة في احتفالات موسكو بالنصر، تجاهل الكرملين تلك الدعوات، وحرص على دعوة عشرات القادة البعيدين عن هيمنة الغرب؛ ورغم أن العدد المتوقع مشاركته أقل من معدلات الحضور الأجنبي في روسيا في مناسبات مماثلة قبل الحرب مع أوكرانيا، لكنه يؤكد فشل سياسة الغرب لعزل بوتين، ومقاطعة موسكو رغم كل القرارات الغربية.

وعلى الرغم من المخاوف الأمنية، والتهديدات التي أطلقتها بروكسل بـ "معاقبة" القادة الأوروبيين الذين سوف يزورون موسكو، أبدى الرئيس الروسي شكوكه في "قدرة البيروقراطيين الأوروبيين على تنفيذ تهديداتهم".

وقال بوتين: "للقيام بذلك، يجب أن تتوفر لديهم (الأوروبيين) الأدوات اللازمة. ويجب أن يكونوا مستعدين لاستخدام هذه الأدوات والوسائل. لا أعلم ما إذا كان هؤلاء المسؤولون الأوروبيون لديهم هذا".

وأضاف: "أعتقد أن الذين يخططون للقدوم إلى روسيا لديهم شجاعة أكبر بكثير من الذين يختبئون وراء ظهر أحد ويحاولون تهديد أي طرف".

في المقابل، ندَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاحتفالات الضخمة التي ينظمِّها الكرملين في موسكو، الجمعة، مؤكدًا أنها "ستكون استعراضًا للوقاحة والأكاذيب"، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال زيلينسكي في خطاب نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس، أنه "يجب محاربة الشر الروسي معا بعزيمة وبقوة".

ضد العقوبات الغربية

من ضمن المشاركين الحليف الأكبر لموسكو في الوقت الحالي، الرئيس الصيني شي جين بينج، وزعماء بلدان الرابطة المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، رغم أن بعضهم -مثل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان- لديهم علاقات متوترة مع الكرملين؛ إضافة إلى حلفاء كبار مثل مصر -حيث أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشاركته في احتفالات الغد- وكذلك جمهوريات اعترفت روسيا باستقلالها بشكل أحادي، بينها أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

كما أكد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو على دور موسكو في هزيمة النازية وأهمية استمرار الشراكة. قال: "نحن نحتفل باحترام وتقدير بجميع المناسبات والأحداث المرتبطة بتحرير أراضينا على يد الجيش الأحمر في عامي 1944 و1945، فضلًا عن المساعدة التي قدمها الاتحاد السوفيتي السابق للحزب الوطني السلوفاكي".

مع هذا، لم يدعُ الكرملين رؤساء سابقين متواجدين في موسكو لحضور الاحتفال، أحدثهم الرئيس السوري السابق بشار الأسد -الذي لجأ إلى روسيا بعد سقوط نظامه- والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.

تدابير خاصة

بينما حرص الكرملين على عدم وقوع ما يعكر صفو الاحتفال الكبير، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيوف نظيره الروسي بوتين بأنهم قد يتعرضون لخطر بسبب استمرار القتال وعدم إعلان هدنة دائمة.

وقبل يومين، أسفر هجوم واسع بالمسيرات الأوكرانية عن تعطيل مطارات في موسكو ومحيطها، ما أدى إلى استنفار واسع النطاق للدفاعات الجوية الروسية.

في المقابل هددت موسكو بأن "كييف سوف تختفي عن الخريطة يوم العاشر من مايو " إذا قامت أوكرانيا بهجمات تستهدف العاصمة الروسية عشية أو أثناء احتفالات عيد النصر، وفقا لتصريح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف.

وخلال ليل الأربعاء، تبادلت روسيا وأوكرانيا شن هجمات جوية على عاصمتي كل منهما، ودُمرت أسربا من المسيرات في طريقها إلى موسكو، فيما أشعلت صواريخ ومُسيرات روسية حرائق في عدة شقق سكنية بكييف.

لذلك، أعلنت سلطات الأمن الروسية عن تدابير غير مسبوقة. فبالإضافة إلى رفع حال التأهب للدفاعات الجوية، ونشر قوى الأمن ووحدات الطوارئ بشكل مكثف، تم إعلان تقليص الاتصالات وخدمات الإنترنت في موسكو.

ودعا الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الشعب الروسي إلى "تفهم القيود المفروضة حتى تتمكن البلاد من الاحتفال بيوم النصر على المستوى المناسب".

وأضاف: "في هذا الصدد، طوال الأيام التي سيكون فيها ضيوف هذه الاحتفالات هنا، أي حتى العاشر من الشهر الجاري، فمن المحتمل أن نحتاج إلى الاستعداد لمثل هذه القيود المؤقتة في تشغيل الإنترنت عبر الهاتف الجوال".

كما حذرت هيئة الاستجابة للطوارئ الموحدة في روسيا، سكان موسكو من القيود على الوصول إلى الإنترنت بسبب المخاوف الأمنية المحيطة باحتفالات يوم النصر.

وترافق هذا مع إغلاق وسط موسكو تماما، وكذلك كل الشوارع المؤدية إلى الساحة الحمراء، حيث يقام الاستعراض العسكري الكبير بحضور الرئيس الروسي وضيوفه من قادة العالم.