وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اقتراح روسيا هدنة لمدة 3 أيام بالتزامن مع احتفالاتها بعيد النصر، بـ"عرض مسرحي"، وقال إن مثل هذه الهدنة القصيرة لن تعزز المفاوضات الرامية إلى تحقيق سلام دائم، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبدأت موسكو استعداداتها الرسمية لاحتفالات عيد النصر، الذي يُعد من أبرز المناسبات الوطنية في روسيا. وازدانت شوارع العاصمة بالأعلام الحمراء وشعارات الجيش الأحمر.
ونُصبت شاشات عملاقة تعرض مشاهد من الحرب العالمية الثانية، كما تُقام فعاليات ثقافية وغنائية في الحدائق والساحات العامة، وسط إجراءات أمنية مشددة تُعد الأكبر منذ سنوات، نظرًا للتهديدات الأوكرانية الأخيرة باستهداف موسكو.
أعلن الكرملين، في بيان سابق، أن وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة سيستمر في 8 و9 و10 مايو، عندما يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قادة دوليين، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج.
وقال حسين مشيك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من موسكو، إن روسيا أعلنت مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار تحت عنوان "هدنة عيد النصر".
ومن المقرر أن تبدأ الهدنة 8 مايو الجاري، في محاولة منها لاختبار نوايا الجانب الأوكراني وإظهار حسن النية أمام المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة.
وتأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الضغوط الغربية، لا سيما الأمريكية، على طرفي النزاع من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأضاف "مشيك"، أن الأوساط السياسية في موسكو ترى أن فرص نجاح الهدنة محدودة للغاية، في ظل ما تصفه بعدم التزام كييف بالاتفاقات السابقة.
عرض مسرحي
ومن جانبه، وصف الرئيس الأوكراني، الاقتراح بأنه "عرض مسرحي"، وقال إن مثل هذه الهدنة القصيرة لن تعزز المفاوضات الرامية إلى تحقيق سلام دائم، مضيفًا أن "أوكرانيا لن تلتزم بوقف إطلاق النار".
وذكر زيلينسكي: "إما أننا في حالة حرب، أو أن يُظهر بوتين استعداده لوقف إطلاق النار كخطوة أولى لإنهاء الحرب".
وأضاف: "أن عرض أوكرانيا بهدنة لمدة 30 يومًا لا يزال مطروحًا"، مؤكدًا أن "أوكرانيا ستكون مستعدة لبدء هذه الهدنة قبل عطلة 9 مايو إذا قبلتها روسيا".
واتهمت روسيا، زيلينسكي بـ"التهديد المباشر" لاحتفالاتها بذكرى الحرب العالمية الثانية، 9 مايو، بعد أن صرّح الرئيس الأوكراني بأن كييف لن "تتحمل مسؤولية" ضمان الأمن في ذلك اليوم.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن أوكرانيا خرقت هدنة عيد الفصح الأخيرة أكثر من 5000 مرة، كما عبّر الكرملين عن قلقه من تصريحات الرئيس زيلينسكي، الذي أكد عدم قدرته على ضمان عدم استهداف موسكو، خلال احتفالات التاسع من مايو.
وقال مشيك: "موسكو تعتبر أن الهدنة تمثل محاولة لإلقاء الكرة مجددًا في ملعب كييف، في وقت تتهم فيه روسيا أوكرانيا بالسعي لإطالة أمد الصراع وعدم الرغبة في السلام".
وأشار إلى أنه وفقًا لمراقبين روس، فإن انعدام الثقة بين الطرفين، إضافة إلى عدم وصول الضغط الأمريكي إلى المستوى المؤثر، يجعل فرص التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار أمرًا غير واقعي في الوقت الراهن.
وقبلت أوكرانيا، مارس 2025، اقتراحًا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، على أن تتبعه محادثات حول مسائل تشمل تحديد موقع خط الهدنة، وخطوات حماية محطة للطاقة النووية يحتلها الجيش الروسي، ونشر محتمل لقوة حفظ سلام أوروبية.