الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صفحة جديدة بتوافق كبير.. ماكرون وميرز يقدمان رؤيتهما المشتركة لـ"أوروبا قوية"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز أول لقاء رسمي بينهما في قصر الإليزيه بباريس، حيث قدما رؤية مشتركة لأوروبا "قوية عسكريًا واقتصاديًا" في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

صفحة جديدة

أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأوروبية، بأن لقاء ماكرون وميرز جاء بعد أقل من 24 ساعة من تولي الأخير منصبه رسميًا مستشارًا لألمانيا، وركَّز على كيفية استخدام "المحرك الفرنسي الألماني" لمساعدة الاتحاد الأوروبي في مواجهة التحديات المتعددة، بما في ذلك التراجع الأمريكي وزيادة الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا وتعزيز القدرة التنافسية الأوروبية.

وصرح ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، قائلًا: "نريد أن نجيب معًا على التحديات التي تواجه أوروبا"، مشيدًا بما وصفها "صفحة جديدة في الصداقة الفرنسية الألمانية".

فيما أكد "ميرز" أنه يشترك في "رابطة شخصية عميقة" مع الرئيس الفرنسي، في إشارة واضحة إلى رغبة الزعيمين في تجاوز الخلافات التي شابت العلاقات بين البلدين خلال فترة المستشار السابق أولاف شولتس.

توافق واضح

أظهر الزعيمان توافقًا واضحًا بشأن دعم أوكرانيا وخطط إعادة التسلح الأوروبية، إذ نقلت "بوليتيكو" عن ميرز قوله إن ألمانيا تريد تقديم ضمانات أمنية لكييف إذا أدت المحادثات بين موسكو وواشنطن إلى وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه سيزور كييف في الأسابيع المقبلة.

وأضاف المستشار الألماني: "الرئيس ترامب يحظى بدعمنا الكامل عندما يتعلق الأمر بإنهاء القتل وإنهاء الحرب.. بمجرد الاتفاق على وقف إطلاق النار، نحن مستعدون للمشاركة في مراقبته تحت القيادة الأمريكية".

كما ظهر الزعيمان في توافق تام فيما يتعلق بدعم خطة المفوضية الأوروبية لإعادة التسلح والجهود المبذولة لجعل الشركات الأوروبية أكثر قدرة على المنافسة، مستلهمين العديد من الأفكار من تقرير ماريو دراجي، رئيس وزراء إيطاليا السابق.

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى تصريح ماكرون السابق بأن الأوروبيين بحاجة إلى العمل على ضمانات أمنية لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشر قوات بعد وقف إطلاق النار، بغض النظر عن القرارات المتخذة في واشنطن، ما قد يشير إلى وجود بعض الاختلافات الدقيقة بين برلين وباريس بشأن الدور الأوروبي في أوكرانيا.

خلاف حول ميركوسور

رغم التوافق العام، برزت خلافات واضحة بين الزعيمين حول السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، فوفقًا لـ"بوليتيكو"، يضغط ميرز من أجل التبني السريع لاتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول ميركوسور في أمريكا الجنوبية، وذلك سعيًا لإعادة تشغيل الاقتصاد الألماني المتعثر الموجه نحو التصدير.

وصرح المستشار الألماني بأن الاتفاق يجب أن "يُعتمد ويدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن"، بينما حذر ماكرون من أن اتفاقيات التجارة يجب أن تكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي وأن تلبي البضائع المستوردة المعايير البيئية والصحية الصارمة للتكتل.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا تخشى منذ فترة طويلة من أن يؤدي اتفاق ميركوسور إلى إغراق السوق بالواردات الزراعية الرخيصة من دول أمريكا الجنوبية التي تطبق معايير أقل صرامة، ما قد يضر بالمزارعين الفرنسيين.

وأوضح ماكرون موقف بلاده قائلًا: "نحن مع اتفاقيات التجارة إذا كانت تحمي منتجينا الأوروبيين وتضمن المساواة في المعاملة".

تحديات داخلية

يواجه كلا الزعيمين تحديات داخلية كبيرة قد تؤثر على قدرتهما على تحقيق طموحاتهما المشتركة، إذ كشفت "بوليتيكو" أن ميرز أظهر بالفعل علامات هشاشة كمستشار، بما في ذلك فشله الأولي المحرج في الحصول على الثقة في البوندستاج، الثلاثاء الماضي.

أما ماكرون، فيواجه برلمانًا منقسمًا ومساحة محدودة للمناورة السياسية بسبب مشاكل الميزانية المستمرة، ما يحد من قدرته على المضي قدمًا في مبادرات مشتركة طموحة مع شريكه الألماني الجديد.