الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محللان يحذران: الهند وباكستان تتجهان نحو صراع واسع النطاق

  • مشاركة :
post-title
جندي يفحص مبنى تضرر جراء ضربة صاروخية هندية بالقرب من مظفر آباد في باكستان

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

شنت الهند ضربات عسكرية على باكستان، اليوم الأربعاء، فيما أعلنت إسلام آباد أنها أسقطت 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي، في تصعيد دفع البلدين إلى شفا صراع أوسع نطاقًا، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وترى الشبكة أن هذا التصعيد يضع الهند وباكستان - جارتان لهما تاريخ طويل من الصراع - في منطقة خطيرة، مع تعهد إسلام آباد بالرد على الضربات الهندية، ودعوة المجتمع الدولي إلى ضبط النفس.

وأعلن الجيش الهندي، أنه نفذ عملية عسكرية مدروسة أطلق عليها اسم "سيندور"، استهدفت 9 مواقع في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان في إقليم كشمير.

وذكرت "سي إن إن"، أن "عملية سيندور" داخل باكستان، هي الأعمق التي تشنها الهند داخل جارتها منذ الحرب الهندية الباكستانية عام 1971، وهي أكبر حرب بين البلدين.

ونقلت الشبكة عن فهد همايون، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة تافتس، إن الوضع الآن "خطير ومتقلب بشكل واضح"، و"من المرجح أن يكون الرد على أفعال الهند أمرًا لا مفر منه الآن".

ويأتي قرار الهند بالهجوم بعد أكثر من أسبوعين على مقتل 26 شخصًا، معظمهم من المدنيين الهنود، في هجوم بالجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، وألقت نيودلهي باللوم على إسلام آباد في الهجوم، وهو ادعاء تنفيه باكستان.

وقالت باكستان، إن 8 أشخاص قُتلوا خلال الغارات الهندية، صباح اليوم الأربعاء، بينهم أطفال، فيما وصفه رئيس وزراء البلاد بأنه "عمل حربي"، كما زعمت إسلام آباد أنها أسقطت 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي وطائرة مسيّرة خلال الهجوم، ولم تؤكد نيودلهي علنًا ادعاء باكستان.

وفي حين أن قرار الهند بضرب باكستان ليس مفاجئًا، فقد كان المحللون يقولون إنها مسألة وقت، وليس مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك أم لا، ويخشى المحللون أن نشهد المزيد من التصعيد بين الدولتين النوويتين في الساعات والأيام المقبلة.

وقال ديريك جي. جروسمان، كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند - مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة -: "إذا تصاعدت الحرب، حتى لو لم تصل إلى العتبة النووية، فمن المرجح جدًا أن يكون لها عواقب وخيمة على الهنود والباكستانيين على حد سواء، وكذلك على المنطقة والعالم أجمع".

وقالت الهند في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، إنها شنت عملية عسكرية ضد باكستان، استهدفت "البنية التحتية" في كل من باكستان وكشمير التي تديرها باكستان، في تصعيد كبير للتوترات بين الجارين، ما يعتبر بمثابة إعلان رسمي لبدء الحرب بين الجارتين، ردًا على هجوم على السياح في كشمير التي تديرها الهند، 22 أبريل الماضي.

الأحداث التي اشتعلت في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، كانت بدايتها في الثاني والعشرين من أبريل، عندما فتح مسلحون النار على سياح في وجهة سياحية شهيرة في منطقة بها ألغام جبلية في كشمير التي تديرها الهند، وقُتل ما لا يقل عن 25 مواطنًا هنديًا وأحد المواطنين النيباليين في المذبحة التي وقعت في واد لا يمكن الوصول إليه إلا سيرًا على الأقدام أو على ظهر الخيول.

وتتهم الهند باكستان منذ فترة طويلة بإيواء جماعات إسلامية متشددة تستهدف كشمير، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

وأدت الهجمات التي شنها المسلحون في الماضي إلى تصعيد حاد بالتوترات بين الجارين النوويين، اللذين لديهما مطالبات متنافسة على المنطقة الجبلية، بينما شنت الهند ضربات جوية داخل باكستان، عام 2019، عقب هجوم على جنود هنود من قبل المسلحين.

ودائمًا ما كانت كشمير نقطة اشتعال في العلاقات بين الهند وباكستان، منذ أن نال كلا البلدين استقلالهما عن بريطانيا، عام 1947.