أظهر تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، نشر اليوم الأحد، أن فرقة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين قرب الحدود مع قطاع غزة تخلّت عن المدنيين، الذين كانوا يحتمون على شاطئ زيكيم، بينما اجتاحت حركة حماس الساحل، خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
وانسحبت قوات الكتيبة 51 التابعة للواء جولاني من الشاطئ، بعد أن فشلت في التصدي لمقاتلي حماس، الذين وصلوا على متن زوارق سريعة، إذ تمكنوا من قتل 17 شخصًا في المنطقة، وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري.
وخلص تحقيق جيش الاحتلال في الهجوم على شاطئ زيكيم إلى أن جثث سبعة مدنيين قُتلوا تُركت داخل ملجأ على شاطئ البحر، لمدة أسبوع قبل أن تنتشلها خدمات الإنقاذ.
وتعد النتائج التي نُشرت اليوم الأحد، الأحدث في سلسلة تحقيقات مُفصّلة في نحو 40 معركة وقعت خلال هجوم حماس، 7 أكتوبر، عندما اقتحم نحو 5600 مقاتل الحدود، وقتلوا نحو 1200 شخص، وأسروا 251 محتجزًا في غزة، حيث لا يزال العشرات داخل القطاع.
وعلى غرار تحقيقات أخرى، خلص التحقيق إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "فشل في مهمته لحماية" المدنيين بشاطئ زيكيم، ويرجع ذلك أساسًا إلى عدم استعداد الجيش لمثل هذا الحدث - وهو هجوم واسع النطاق على عشرات البلدات والمواقع العسكرية - إلى جانب صعوبة رسم صورة دقيقة للوضع الراهن، بسبب انهيار قيادة وسيطرة فرقة غزة.
وجاء في التحقيق أن "الفشل يتجلى في تمكن مقاتلي حماس من التسلل إلى أراضينا في وقت قصير وقتل 17 مدنيًا".
وغطّى التحقيق جميع جوانب الهجوم على الشاطئ والكيبوتس المجاور. وأفاد جيش الاحتلال بأن المحققين زاروا موقع الحادث وراجعوا جميع مصادر المعلومات الممكنة، بما في ذلك لقطات صوّرتها حماس بكاميرات مثبتة على أجسامهم، ومقاطع فيديو التقطها مدنيون، ومقاطع فيديو من كاميرات المراقبة، واتصالات لاسلكية للجيش، ومقابلات مع ناجين.
يهدف تحقيق شاطئ زيكيم إلى استخلاص استنتاجات عملياتية محددة للجيش. ولم يتناول التحقيق الصورة الأوسع لتصور الجيش عن غزة وحماس في السنوات الأخيرة، التي غطتها تحقيقات منفصلة وموسعة في استخبارات جيش الاحتلال.
وأفاد التحقيق "بأن جنود جولاني الذين لم يحموا المدنيين تصرفوا بشكل خاطئ مهنيًا وأخلاقيًا". وقال "إنه كان ينبغي على القوات أن تهرع نحو حماس فور رؤيتهم لهم، بدلًا من محاولة تغيير مواقعها، واصفًا تصرفهم بأنه "فشل ذريع".
وأضاف التحقيق: "لم يخاطر الجنود بحياتهم ولم يسعوا إلى الاشتباك المباشر مع العدو".
وخلص التحقيق أيضًا إلى انقطاع التواصل بين فرقة غزة والبحرية الإسرائيلية لمدة 40 ساعة تقريبًا، منذ بدء الهجوم وحتى نحو الساعة العاشرة مساء 8 أكتوبر، إذ تعطلت العديد من شبكات الاتصالات بسبب هجوم حماس.