كشف تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن فريق الأمن المحلي في مستوطنة سديروت الجنوبية كان غير مجهز بشكل كاف، كما أنه لم يتلقَّ تدريبًا عسكريًا لمدة عامين قبل الهجوم؛ ما خلص إلى فشل الدفاع عنها.
غياب التدريبات
في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، اجتاحت حركة حماس سديروت الجنوبية، الواقعة على بُعد أقل من ميل واحد من الحدود مع قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل العشرات وضباط الشرطة.
وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري، أشار تحقيق الجيش، إلى أنه خلال العامين السابقين للهجوم، لم يُجرِ فريق الأمن المحلي أي تدريبات مع جيش الاحتلال؛ ولم يُزود الجيش فرقة الأمن بـ"ملف دفاعي"، وهو نوع من الوثائق التي تُفصّل السيناريوهات وردود الفعل؛ وفي خضم الهجوم، لم تُفتح الملاجئ في المدينة، التي كان من المفترض أن تُفتح تلقائيًا عند إطلاق الصواريخ.
فشل جيش الاحتلال
وصل ما يقرب من 1000 من قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى سديروت، والعديد من التجمعات السكانية الصغيرة القريبة من الحدود، بعد ساعات من الهجوم.
وخلص التحقيق إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في مهمته لحماية سكان سديروت، ويرجع ذلك إلى أنه لم يستعد لمثل هذا الحدث من الأساس.
لم يتوقع جيش الاحتلال وقوع هجوم على مدينة إسرائيلية إلى جانب هجوم واسع النطاق على العديد من البلدات والقواعد العسكرية في وقت واحد.
وفي المجمل، قُتل 53 شخصًا في سديروت وسط هجوم حماس، بما في ذلك 37 مدنيًا و11 ضابط شرطة ورجلا إطفاء وثلاثة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
غياب أمني
توصل التحقيق إلى أن سديروت لم يكن لديها محيط أمني رسمي يحميه جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من وقوعها بالقرب من حدود غزة، مما مكّن حماس من اقتحام المدينة بسرعة بعد سلوك طريق سريع قريب.
أوصى فريق التحقيق بإعادة تنظيم انتشار اللواء الشمالي التابع لفرقة غزة لمنع الغزوات البرية واسعة النطاق والسريعة والمفاجئة من القطاع.
وخلص التحقيق إلى أنه بسبب الهجوم واسع النطاق على العديد من المناطق في وقت واحد، انهارت قيادة وتحكم فرقة غزة، مما منع القوات المنتشرة على الحدود من فهم ما كان يحدث في سديروت.
إهمال حمايتها
تعرضت قوات الاحتلال المنتشرة على الحدود لهجوم مكثف خلال الهجوم، وتمكنت حماس من الوصول إلى سديروت بعد اختراق حدود غزة بالقرب من موقع نصب "السهم الأسود"، وهو أمر لم يكن معروفًا للقوات المنتشرة على الحدود آنذاك.
أعطى جيش الاحتلال، في غياب صورة واضحة عما كان يحدث في جنوب إسرائيل، الأولوية لإرسال قوات إلى البلدات والمدن الكبرى، مُفترضًا أن حماس تُركز هجومها على المراكز السكانية.
قادت الشرطة القتال في سديروت في الغالب في الساعات الأولى، وفي وقت لاحق، وصل كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي وأسسوا سلسلة قيادة جديدة.
غياب التحذيرات
بالإضافة إلى ذلك، خلص التحقيق إلى أنه لم يصدر جيش الاحتلال أي تحذير للمدينة والشرطة بشأن تسلل حماس عبر سياج غزة المقابل لسديروت.
وجاء في التحقيق: "لو أُرسل تحذير إلى المدينة بشأن وجود تسلل منذ بداية الأحداث على السياج الحدودي، لكان من الممكن وضع حواجز للشرطة على التقاطعات الرئيسية عند مداخل المدينة وإحباط هجوم العدو".
كما ذكر التحقيق أن فريق الأمن المحلي في سديروت، المكون من 22 فردًا، والذي يُفترض أن يكون مُسلّحًا ومدربًا من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان غير مُجهّز جيدًا وغير مُستعد لمثل هذا الحدث.
سحب البنادق
في أغسطس 2022، ألزم جيش الاحتلال جميع بلدات غزة الحدودية بإعادة بنادقها الهجومية إلى الجيش، وذلك عقب سلسلة من عمليات الاقتحام التي سُرقت فيها أسلحة.
واشترط الجيش لإعادة البنادق أن يكون لدى جميع أفراد الفريق طريقة مُعتمدة لإغلاقها بأمان في منازلهم، أو في مستودع أسلحة في المدينة. وبسبب عدم وجود هذه الطريقة، لم تُستأنف عملية إعادة تسليح الفريق. ونتيجةً لذلك، لم يبقَ لأعضاء الفريق سوى مسدساتهم لمواجهة هجوم حماس.
كان تحقيق سديروت يهدف إلى استخلاص استنتاجات عملياتية محددة لجيش الاحتلال. ولم يتناول التحقيق الصورة الأوسع لتصور الجيش لغزة وحماس في السنوات الأخيرة، والتي غطتها تحقيقات منفصلة في استخبارات جيش الاحتلال ودفاعاته.