تهدد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركات التكنولوجيا العملاقة بخسائر كبيرة، بعدما فقدت جزءًا كبيرًا من الإعلانات المكثفة التي كانت تعتمد عليها متاجر التجزئة الإلكترونية منخفضة التكلفة التي تقدم سلعًا مباشرة من المصانع الصينية بخصومات هائلة.
وأدى توسيع ثغرة شحن البضائع المعفاة من الرسوم الجمركية قبل ما يقرب من عقد من الزمان إلى ظهور الكثير من متاجر التجزئة الإلكترونية، مثل تيمو وشين، ما أطلق العنان لموجة من الإعلانات الرقمية بمليارات الدولارات، وفرت ربحًا غير متوقع لشركة ميتا وألفابت وغيرهما من عمالقة صناعة التكنولوجيا.
وفي سعيهما لجذب انتباه المتسوقين الأمريكيين، غطت إعلانات تيمو وشين كل شبر من الإنترنت تقريبًا، وخلال العامين الماضيين، كانت أمازون وحدها من أنفقت أكثر على الإعلانات الإلكترونية في الولايات المتحدة من شين أو تيمو.
أما الآن، شارفت طفرة الإعلانات الانتهاء بعد زوال ثغرة الشحن التي كانت السبب وراءها، وفقًا لصحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية.
وأمس الجمعة، ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعفاء الذي كان يسمح للسلع المصنوعة في الصين وهونج كونج، والتي تقل قيمتها عن 800 دولار أمريكي، بدخول الولايات المتحدة دون الخضوع لضرائب الاستيراد.
وبالنسبة لشركتي تيمو وشين، يعني أنهما تخضعان الآن لرسوم جمركية تصل إلى 145% على استيراد البضائع الصينية، وبالفعل بدأت الأولى إضافة "رسوم استيراد" على بعض المنتجات منذ الأسبوع الماضي، ما أدى إلى زيادة السعر الإجمالي لشراء وشحن هذه المنتجات بأكثر من الضعف.
وصرح متحدث باسم "تيمو"، أمس الجمعة، بأن الشركة أوقفت شحن المنتجات من الصين مباشرةً إلى العملاء في الولايات المتحدة، وأن طلباتها الأمريكية ستُشحن الآن من مستودعات محلية في أمريكا، وستنتقل الشركة إلى "نموذج محلي للتنفيذ".
ومن المتوقع أن تشكل التعريفات الجديدة ضربة عقابية للشركات التي تعتمد على بيع السلع بأسعار منخفضة للغاية وجذب العملاء من خلال الإعلانات العدوانية عبر الإنترنت.
على مدار أسبوعين بدءًا من 31 مارس، انخفض إنفاق تيمو على الإعلانات اليومية في الولايات المتحدة على "فيسبوك" و"إنستجرام" و"تيك توك" و"سناب" و"إكس" و"يوتيوب" 31% مقارنةً بمتوسط إنفاقها اليومي على هذه المنصات في الثلاثين يومًا السابقة، وفقًا لتقديرات شركة Sensor Tower، وهي شركة متخصصة في استخبارات السوق.
وانخفضت نفقات الإعلان اليومية لشركة "شين" على شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بنسبة 19% خلال الأسبوعين نفسيهما.
وفي شركة ميتا، المالكة لـ "فيسبوك" و"إنستجرام" و"واتساب"، خفّضت بعض شركات التجزئة الآسيوية إنفاقها الإعلاني في الولايات المتحدة تحسبًا لنهاية ما يُسمى بالإعفاء الضئيل، وفقًا لما ذكرته سوزان لي، المديرة المالية للشركة، في مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين الأربعاء الماضي.
وأضافت أن بعض الإنفاق أُعيد توجيهه إلى منصات ميتا في أسواق أخرى، لكن الإنفاق في أبريل انخفض عن العام السابق، ولم تُسمِّ لي أيًا من الشركات.
كان المستثمرون يراقبون عن كثب ما أعلنته ميتا، لأن المعلنين من الصين، بقيادة تيمو وشين، كانوا من أسرع قطاعات الشركة نموًا.
وصرحت شركة سناب، وهي شركة تواصل اجتماعي، بأن "مجموعة من المعلنين خفضت إنفاقها بسبب التغييرات في ثغرة الشحن".
ورفضت الشركة تقديم توقعاتها للربع الحالي، مشيرةً إلى حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية، فيما تراجعت أسهم سناب 12% بعد الإعلان.
في الأسبوع الماضي، صرّح فيليب شيندلر، الرئيس التنفيذي للأعمال في جوجل، بأن التغييرات في ثغرة الرسوم الجمركية "ستُسبب بوضوح عوائق لأعمالنا الإعلانية في عام 2025"، خاصةً من شركات التجارة الإلكترونية الآسيوية.