الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تشترط إلغاء رسوم ترامب.. الصين تدرس إجراء محادثات تجارية مع أمريكا

  • مشاركة :
post-title
عامل في مصنع للملابس في قوانجتشو، مركز التصدير في جنوب الصين.

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في خطوة قد تخفف الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أعلنت بكين، اليوم الجمعة، أنها تدرس إجراء محادثات مع إدارة ترامب بعد محاولات متكررة من جانب كبار المسؤولين الأمريكيين لبدء المفاوضات، وفق ما ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية.

قالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إن الصين "تقيم" العرض الأمريكي للحديث، لكنها أضافت أن موقف بكين يظل ثابتًا، وهو أنها لن تشارك في المفاوضات، إلا إذا ألغت واشنطن تعريفاتها الجمركية على السلع الصينية أولا.

وقالت الوزارة الصينية: "إذا لم تصحح الولايات المتحدة إجراءاتها الجمركية الأحادية الخاطئة، فهذا يعني أنها لا تملك أي صدق على الإطلاق، وسوف تلحق المزيد من الضرر بالثقة المتبادلة بين الجانبين".

ويأتي إعلان الصين عن استعدادها للتفاوض، في وقت يبدو فيه أن الرسوم الجمركية قد أثرت سلبًا على المنتجين الصينيين. فقد أظهر تقرير رسمي عن نشاط التصنيع في أبريل أن المصانع في الصين شهدت أشد تباطؤ شهري لها منذ أكثر من عام.

وتتصاعد التوترات بين البلدين منذ أن رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145% على الأقل في الشهر الماضي، بينما استبعد الرئيس الأمريكي الصين من فترة توقف مدتها 90 يوما على الرسوم الجمركية التي منحها لجميع البلدان الأخرى.

وردت الصين بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع الأمريكية، في حين منعت بعض الشركات الأمريكية من ممارسة الأعمال التجارية في الصين وقيدت صادرات المعادن الأساسية التي يعتمد عليها المصنعون الأمريكيون في صنع أشياء مثل أشباه الموصلات والطائرات بدون طيار والسيارات.

وقد أدى الصدام، الذي تحول إلى معركة إرادات بين ترامب والزعيم الصيني الأعلى شي جين بينج، إلى هز الأسواق العالمية وتسريع الانفصال بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتتعرض العديد من البلدان لضغوط متزايدة لاختيار الجانبين، حيث تضغط إدارة ترامب على شركاء الولايات المتحدة التجاريين لتقييد الوصول إلى الصادرات الصينية، وتهدد بكين باتخاذ تدابير مضادة ضد البلدان التي تمتثل.

وليس واضحًا هوية المسؤولين الأمريكيين والصينيين الذين تواصلوا بشأن بدء المفاوضات. ويشير محللون إلى اختلاف نهج الجانبين في هذه المحادثات. يفضل ترامب تولي زمام المبادرة والتحدث مباشرة إلى شي، بينما يميل المسؤولون الصينيون إلى التفاوض على التفاصيل والتوصل إلى اتفاق مسبقا، قبل لقاء الزعيمين.

وقال وو شينبو، عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان في شنغهاي: "نعلم أن هناك اتصالات على مستوى العمل بين الصين والولايات المتحدة. المهم الآن هو أن تأمل الصين أن تُعطي الولايات المتحدة إشارة واضحة على جديتها في التفاوض، وعندها يمكنها الانتقال من هذا النوع من الاتصالات العملية إلى المفاوضات الرسمية. لقد حسمت الصين أمرها لصالح الولايات المتحدة".

ما يزيد الأمور تعقيدا هو قلق المسؤولين الصينيين من أن ترامب قد يلغي الاتفاق بناء على نزوة أو حتى يحرج شي في مواجهة، على غرار الطريقة التي عومل بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة إلى البيت الأبيض في فبراير.

وفي مواجهة شبح حرب تجارية طويلة الأمد، بدأت الدعاية الحكومية الصينية في العمل بأقصى سرعة، حيث جهزت البلاد لـ"النضال" ودعت الناس إلى عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية.

وراهنت بكين على أن إدارة ترامب ستتراجع في نهاية المطاف بسبب الضغوط السياسية والمالية المتزايدة في الولايات المتحدة. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة، أن معظم الأمريكيين غير راضين عن تعامل ترامب مع الاقتصاد الأمريكي، الذي انكمش في الربع الأول بعد أن حقق نموا قويا في نهاية العام الماضي.

وفي إقرار باعتماد أمريكا على التصنيع الصيني، أعفت إدارة ترامب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأشباه الموصلات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الصينية من الرسوم الجمركية المتبادلة، مع أن هذه الخطوة قد تكون مؤقتة. والثلاثاء الماضي، وقع ترامب أمرين تنفيذيين يلغي بموجبهما بعض الرسوم الجمركية المفروضة على شركات صناعة السيارات.

ويبدو أن الصين أيضا تفكر في إعفاء بعض الفئات من الرسوم الجمركية البالغة 125% على السلع الأمريكية، بما في ذلك بعض أشباه الموصلات والأدوية المنقذة للحياة وغيرها من منتجات الرعاية الصحية.

لكن ليس من الواضح ما نوع الصفقة التجارية التي سترضي كلا من ترامب وشي، وفق نيويورك تايمز. فقد حققت الصين فائضا تجاريا يقارب 300 مليار دولار مع الولايات المتحدة العام الماضي، وهي فجوة هائلة يصعب سدها. وقد تلاشت اتفاقية تجارية تهدف إلى معالجة هذا الخلل، والتي تم التفاوض عليها مع الصين خلال إدارة ترامب الأولى، ويعود ذلك جزئيا إلى جائحة كوفيد.