في الوقت الذي تشن فيه روسيا عملية عسكرية ضخمة منذ 3 سنوات ضد أوكرانيا، وتحميل الاقتصاد أعباء الحرب، بخلاف العقوبات الغربية الأمريكية وتجميد أصولها في الخارج، إلا أن ذلك لم يمنعها من العمل على قدم وساق للاستعداد لما يمكن أن يحدث مستقبلًا مع الناتو.
وكشفت تقارير، رصدها معهد دراسات الحرب الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين غربيين، أن روسيا تعمل على توسيع البنية التحتية على طول حدودها مع فنلندا، وتوسع قواعدها العسكرية بالقرب من منطقة بيتروزافودسك بجمهورية كاريليا.
مقر جديد
كما تطور روسيا خطوط السكك الحديدية والبنية التحتية الأخرى على طول الحدود الغربية لها مع الناتو، حيث تخطط لإنشاء مقر جديد للجيش بالقرب من بيتروزافودسك في السنوات القليلة القادمة، مرجحين أن ذلك بهدف الاستعداد لأي صراع مستقبلي مع حلف شمال الأطلسي.
بالإضافة إلى ذلك، زعم المعهد الأمريكي، أن روسيا تعمل على دمج الطرق وخطوط السكك الجديدة من منطقة موسكو العسكرية مع البنية التحتية في بيلاروسيا، كما تنوي تشكيل فرق عسكرية جديدة على بجانب الألوية الموجودة في منطقة لينينجراد العسكرية خلال السنوات القادمة.
دبابات وخطوط
وتقوم بجانب تلك الأمور، ببناء ثكنات جديدة ومواقع تدريب عسكرية، وتحديث المستودعات الخاصة بمهام الجيش والأفراد، والسكك الحديدية بالقرب من بيتروزافودسك، بجانب المقرر الجديد للجيش لاستيعاب التدفق المستقبلي للأفراد.
ووفق التقارير، فإن روسيا منذ فترة لا تقوم بإرسال أي دبابات جديدة تقريبًا من المنتجة الحديثة إلى خطوط المواجهة الشرسة في المناطق الأربعة التي تريد ضمها من أوكرانيا، بل تقوم بتخزينها لأغراض آخرى.
حرب تقليدية
وربط المعهد إعادة روسيا لأنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الدبابات والأنظمة الدفاعية متعددة الدبابات وسحبها من على الجبهة القتالية، بأنه جزءًا من جهود إعادة هيكلة طويلة الأمد، استعدادًا لحرب تقليدية واسعة النطاق محتملة ضد حلف شمال الأطلسي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الروسية تحديث استراتيجية الأمن القومي الروسية، بحسب وكالة أنباء تاس، لمراعاة المشاكل والتهديدات الجديدة التي تواجهها، وهي الاستراتيجية التي يتم تحديثها كل خمس سنوات، وكان آخر تحديث لها عام 2021.
الأمن القومي
وتتضمن التحديثات الجديدة لاستراتيجية الأمن القومي الروسية، وفق سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويجو، ما وصفه بأزمة الأمن الأوروبي، وتشكيل نظام عالمي جديد، والتحديات التي يفرضها العالم المتغير على روسيا، وهي الأهداف التي حددتها الاستراتيجية الروسية طويلة الأمد، ووضعت الأدوات لتحقيقها.
وعن تصعيد الحرب أعلن بوتين وقف إطلاق النار احتفالًا بيوم النصر في 9 مايو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا بمساهمات الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية ، وذلك بين منتصف ليل 7 و8 مايو ومنتصف ليل 10 و11 مايو.
وحذرت روسيا بأنها سترد على أي انتهاكات أوكرانية لوقف إطلاق النار، وأكد الكرملين أن وقف إطلاق النار في يوم النصر يُظهر استعداد روسيا لمفاوضات سلام دون شروط مسبقة للقضاء على الأسباب الجذرية للحرب في أوكرانيا.