تلوح في الأفق نذر مواجهة جديدة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي" الناتو"، وذلك على خلفية اقتراب فنلندا والسويد، من الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي.
وقدمت فنلندا والسويد في مايو الماضي، طلبات إلى الأمين العام للناتو للانضمام إلى الحلف. وبحلول بداية عام 2023 وافقت 28 دولة من أصل 30 دولة في الناتو على كلا الطلبين. ومع ذلك عبرت المجر وتركيا عن رغبتهما في النظر في الطلب السويدي بشكل منفصل عن الطلب الفنلندي.
البرلمان التركي يسمح لفنلندا بالانضمام إلى الناتو
وأقر البرلمان التركي، أمس الخميس، قانونًا يسمح لفنلندا بالانضمام إلى " الناتو"، مُفسحًا الطريق أمام هلسنكي، للانضمام إلى التحالف الدفاعي الغربي في الوقت، الذي تستمر فيه الحرب بأوكرانيا.
والبرلمان التركي هو آخر من يصادق على عضوية فنلندا من بين 30 دولة أعضاء في التحالف، بعدما وافقت الهيئة التشريعية المجرية على مشروع قانون مماثل في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وشهدت فنلندا، التي تتشارك مع روسيا في حدود طولها 1300 كيلومتر، زيادة الدعم الشعبي لانضمام البلاد إلى الناتو، منذ اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
ستولتنبرج: فنلندا ستنضم رسميا للناتو في غضون أيام
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، اليوم الجمعة، إن فنلندا ستنضم رسميًا للتحالف العسكري الغربي في غضون أيام، بعد قرار تركيا المصادقة على الأمر. وأضاف: "صادقت دول حلف شمال الأطلسي الثلاثون على بروتوكول الانضمام. ستنضم فنلندا إلى تحالفنا رسميًا في الأيام المقبلة".
ستولتنبرج: المصادقة على عضوية السويد في الناتو خلال شهرين
وصرح الأمين العام لحلف الناتو، أنه يسعى إلى المصادقة على عضوية السويد في الناتو بعد الانتخابات التركية في مايو القادم، وقبل قمة الحلف المقرر إجراؤها في 11 يوليو القادم.
وحسبما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن ستولتنبرج، إنه يمكن للسويد الحصول على الضوء الأخضر للانضمام إلى الناتو بعد الانتخابات التركية التي ستجرى في 14 مايو المقبل.
وأضاف: "لا يزال هدفي ينحصر حتى الآن في تحقيق المصادقة على إبرام عضوية السويد بعد الانتخابات التركية وقبل قمة فيلنيوس".
وأشار إلى أن القرار النهائي بهذا الشأن يجب أن تتخذه تركيا، متابعًا: "سأعمل باجتهاد لتحقيق المصادقة على عضوية السويد في أقرب وقت ممكن".
وكان ستولتنبرج قال في تصريحات أدلى بها شهر سبتمبر الماضي، أن حلف شمال الأطلسي مستعد لتعزيز وجوده في بحر البلطيق ومحيط السويد؛ لحماية هذا البلد في حال ترشحه لعضوية الناتو، إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
روسيا تحذر من تحول بحر البلطيق لساحة حرب
وحذرت روسيا من أن انضمام فنلندا والسويد للناتو، سيؤثر على هيكل الأمن الأوروبي بشكل عام، وسيحول منطقة بحر البلطيق إلى ساحة حرب.
وجاء أقوى تحذير من جانب موسكو على لسان السفير الروسي لدى السويد، والذي قال إن السويد وفنلندا ستصبحان "أهدافًا مشروعة" للإجراءات الانتقامية بما في ذلك العسكرية عقب انضمامها لحلف شمال الأطلسي.
وحذر تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي في مارس من العام الماضي، من أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي سيحدث تغييرات كبيرة أبرزها تحول بحر البلطيق إلى منطقة نفوذ للناتو، وهو ما يهدد الأمن القومي الروسي.
وفى شهر أبريل الماضي، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه يتوجب على السويد وفنلندا إدراك تداعيات الانضمام المحتمل إلى الناتو على العلاقات الثنائية مع روسيا وكذلك على نظام الأمن الأوروبي.
وقالت زاخاروفا إنّ "هذا الأمر شأن يخص السويد وفنلندا، لكن يجب عليهما فهم عواقب مثل هذه الخطوة على العلاقات الثنائية، وهيكل الأمن الأوروبي بشكل عام، الذي يمر الآن بحالة أزمة".
وأضافت أنّ "أراضي هاتين الدولتين تحت سيطرة الناتو منذ فترة طويلة، وساحة لإجراء مناوراته العسكرية، والهدف منها هو مواصلة بناء الإمكانات العسكرية والتوسع الجغرافي لخلق جانب آخر لتهديد روسيا".
وتابعت زاخاروفا أن "سبب تحوّل السويد وفنلندا إلى جبهة جديدة للمواجهة بين كتلة الناتو وروسيا أمر غير مفهوم، بيد أن العواقب السلبية على السلام والاستقرار في شمال أوروبا واضحة".