في ظل السياسات التعليمية المثيرة للجدل التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت الجامعات البريطانية ارتفاعًا ملحوظًا في اهتمام الطلاب الأمريكيين بالتسجيل فيها؛ مما يعكس تحولًا في وجهات الدراسة المفضلة للطلاب الأمريكيين الباحثين عن بيئة أكاديمية مستقرة ومفتوحة.
الاهتمام بالجامعات البريطانية
وفقًا لبيانات منصة"Studyportals"، ارتفع اهتمام الطلاب الأمريكيين بالحصول على درجات علمية من الجامعات البريطانية بنسبة 25% في مارس 2025 مقارنة بالعام السابق، في حين انخفض الاهتمام بالجامعات الأمريكية بنسبة 15% خلال نفس الفترة، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
كما أفادت مجموعة"Keystone Education Group" بزيادة قدرها 23% في اهتمام الطلاب الأمريكيين بالدراسة في المملكة المتحدة خلال الربع الأول من عام 2025، مقابل انخفاض بنسبة 27% في الاهتمام بالدراسة داخل الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التحولات في ظل ضغوط تمارسها إدارة ترامب على الجامعات الأمريكية، خاصة النخبوية منها مثل "هارفارد" و"برينستون"، من خلال تقليص التمويل وفرض قيود صارمة على عمليات القبول وتوظيف أعضاء هيئة التدريس. بالإضافة إلى ذلك، قامت الإدارة بإلغاء تأشيرات مئات الطلاب الأجانب، قبل أن تعيدها مؤقتًا في انتظار سياسات جديدة، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وجهة بديلة
و بحسب خبراء تحدثوا إلى"فايننشال تايمز" فإن هذه السياسات تقوّض جاذبية التعليم الأمريكي على الساحة الدولية، ما يدفع الطلاب إلى البحث عن بدائل مثل المملكة المتحدة، التي تستفيد من سياسات الهجرة المستقرة نسبيًا، كما وصفت فايننشال تايمز. وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة لم تلغِ تمامًا السياسات الصارمة المتعلقة بالتأشيرات، إلا أن موقف حكومتها المرحب بالطلاب الدوليين يُعتبر أكثر إيجابية مقارنة بالولايات المتحدة وأستراليا وكندا.
ويعتمد قطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة بشكل كبير على الرسوم الدراسية الدولية، وقد يستفيد من هذا التحول في الاهتمام. ومع ذلك، فإن التأثير الفعلي على معدلات التسجيل سيعتمد على الإصلاحات القادمة في سياسات الهجرة.
لماذا بريطانيا؟
وتقول الصحيفة البريطانية إن بعض الطلاب يشعرون بأن البيئة السياسية في الولايات المتحدة — خاصة في ظل إدارات مثل إدارة ترامب — جعلت الجامعات الأمريكية أقل ترحيبًا واستقرارًا، خصوصًا فيما يتعلق بالتنوع وسياسات الهجرة وحرية التعبير الأكاديمي.
وبالنظر إلى مدة التعليم، فإن درجة البكالوريوس في المملكة المتحدة تستغرق ثلاث سنوات فقط، مقارنة بأربع سنوات في الولايات المتحدة. وكذلك الماجستير غالبًا ما يستغرق عامًا واحدًا فقط، ما يوفر الوقت والمال.
كما تحظى الجامعات البريطانية مثل أكسفورد، وكامبريدج، وكلية لندن الإمبراطورية، بتصنيفات عالمية مرموقة، مما يمنح خريجيها ميزة تنافسية قوية. ورغم أن الرسوم الدراسية الدولية مرتفعة، إلا أن قِصر مدة الدراسة وانخفاض تكاليف المعيشة في بعض المدن البريطانية قد يجعل الدراسة أقل تكلفة مقارنة ببعض الجامعات الخاصة الأمريكية.