سلطت صحيفة "ذا أتلتيك" البريطانية، الضوء على "الزلزال" الذي هز إيطاليا بعدما قضت المحكمة الكروية التابعة للاتحاد الإيطالي بخصم 15 نقطة من يوفنتوس، بعد اتهامه بالفساد في الانتقالات اللاعبين، ليسقط من المركز الثالث إلى العاشر بالترتيب برصيد 22 نقطة.
وتحدثت الصحيفة عن القرار الصادم لمحبي الكرة في العالم، ووصفت الإيطاليين بـ"المجانين"، وأن مثل هذه القرارات قد تكون طريقة لجذب الانتباه مرة أخرى للدوري، مثل الحلقات المهتمة بالجريمة والفساد في المنصات الرقمية الحديثة.
وأفادت الصحيفة البريطانية أنه لا ينبغي لأي شخص يهتم حقًا بسمعة الدوري أن يسعد بهذا القرار، فخصم النقاط لا يؤثر فقط على يوفنتوس لكن على دوري "الكالتشيو" بشكل عام.
تابعت: "بغض النظر عمن تشجعه في أرض الطليان فهذا ليس سببًا للاحتفال، إذا كنت تريد للدوري أن يكسب أرضًا ويقلص الفجوة مع الدوري الإنجليزي، فليس عليك أن تفرح بهذه القرارات".
ويشار إلى أن يوفنتوس سيستأنف على قرار محكمة الاستئناف، يوم الجمعة، والتي نظرت الاقتراح المقدم من المدعي العام في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم والذي طالب بإعادة فتح قضية رسوم انتقال اللاعبين المتضخمة، وعلى إثرها تم إيقاف رئيس النادي المستقيل أندريا أنييلي، والمدير الرياضي للنادي السابق فابيو باراتيشي والحالي في فريق توتنهام، والمدير الرياضي الحالي فيديريكو تشيروبيني وثمانية مديرين آخرين.
المصائب لا تأتي فرادى
بالإضافة إلى المعركة القانونية التي سيخوضها يوفنتوس للاستئناف على القرار لدى اللجنة الأوليمبية الإيطالية، فإن التقارير تشير إلى أن الاتحاد الإيطالي يدرس ما إذا كان سيتم فتح قضية أخرى، وهي "مناورات دفع الرواتب" والخاصة بتأجيل دفع الأجور في فترة الإغلاق الخاصة بفيروس كورونا المستجد في 2020.
وفي نهاية مارس المقبل، سيتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم فتح التحقيق لدى المدعون العامون في مدينة تورينو، عليه ستكون هناك قضية أخرى لدى القضاء المدني.
تقرير "ذا أتلتيك" أشار إلى أنه سيكون من السهل على الأندية الإيطالية اعتبار ما حدث أمرٌ حصري على يوفنتوس فقط، لكن الوضع العام سيتأثر بالطبع بسقوط يوفنتوس الأكثر تتويجًا ببطولة الدوري في التاريخ.
وألمحت الصحيفة إلى أن سمعة الدوري الإيطالي كانت بمثابة الدوري الأبرز في أوروبا، في أوائل القرن الحالي لكن في أعقاب فضحية "كالتشيو بولي" والتي تسبب في هبوط النادي إلى الدرجة الأدنى، وخصم نقاط من نادي ميلان فقد تأثر الدوري بشكل كبير.
قضية "كالتشيو بولي" كانت مرتبطة بالتلاعب بالنتائج وأثرت بشكل كبير فيما بعد في مصداقية الدوري الإيطالي، فأصبح المشجعون يعزفون عن البطولة بالتدريج بسبب عدم تصديقهم ما يحدث في الملعب.
ليس فقط هذه الفضيحة التي قصمت ظهر الدوري الإيطالي، لكن أيضًا إصدار قانون يسمح فقط ببيع حقوق البث الدولية بعقود قصيرة الأجل فأصبحت البطولة تنتقل من قناة لأخرى ما فقد الكثير متعة المتابعة المستمرة في فضائية واحدة ما يخلق انتماء للكالتشيو.
المرحلة الحالية في الكرة الإيطالية يمكن وصفها بالمتذبذبة، فلم يفز أي نادٍ إيطالي بدوري أبطال أوروبا منذ 2010، لكن المنتخب توج بكأس الأمم الأوروبية بأداء رائع في يورو 2020، ثم بعد ذلك فشل في التأهل لكأس العالم بقطر.
يوفنتوس النموذج
قال تقرير "ذا أتلتيك"، إنه في الفترة بين عامي 2010 و2018، عمل يوفنتوس بشكل جيد فأصبح نموذجًا للأندية الإيطالية، بحيث افتتح ملعبًا جديدًا واستطاع أن يجمع عائدات كبيرة، وعّين مدربًا صاعدًا هو أنطونيو كونتي، ثم استبدله بماسيمليانو أليجري، وبالفعل عاد مرة أخرى للواجهة الأوروبية.
ومحليًا، تُوِّج بالدوري في هذه الفترة لتسع مرات متتالية، كما وصل لنهائي دوري أبطال أوروبا في نسختي 2015 و2017.
وبعد ذلك استطاع التعاقد مع كريستيانو رونالدو في صفقة قياسية، وقبل ذلك كان قد غير شعاره وهويته البصرية، ولكن بعد هذه التطورات أزمة خصم النقاط ربما تعيد النادي إلى النقطة صفر، وخاصة أن إدارة أندريا أنييلي قد تم تغييرها وعّين جانلوكا فيريرو من قبل مجموعة "إيكسور"، مع الكشف عن أن النادي سيميل إلى تقليل النفقات وخفض فاتورة رواتب اللاعبين.
في الفترة المقبلة سنرى هل سيتخطى يوفنتوس هذه الأزمة ويحافظ على نجومه في ظل صعوبة الحصول على مراكز جيدة من أجل التأهل لدوري أبطال أوروبا أو حتى الدوري الأوروبي، أم سيدخل في دوامة طويلة مثل التي أعقبت "كالتشيو بولي".