لا تزال أصداء أعمال الشغب التي شهدتها البرازيل، من اقتحام القصر الرئاسي والكونجرس والمحكمة العليا في العاصمة برازيليا تلقي بظلالها على البلاد، فبعد أن أعفى الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا، في وقت سابق 40 من العسكريين العاملين في القصر الرئاسي، أصدر قرارًا بعزل قائد الجيش خوليو سيزار أرودا، السبت.
وكشف علي فرحات، الكاتب والمحلل السياسي، أن الرئيس البرازيلي طلب في اجتماعه مع قادة الجيش بإقالة مقدم في الجيش يدعى "ماورسيد"، بعد أن توصلت التحقيقات لصلته بالرئيس السابق جايير بولسونارو.
وأضاف "فرحات" لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس البرازيلي طلب من قيادة الجيش السماح بمحاكمة عدد من العسكريين الذين شاركوا في اقتحام المؤسسات الرسمية الثلاث، كما أمر قائد الجيش أن يعلن بشكل رسمي أنه يؤيد الديمقراطية في البلاد ونتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وذكر المحلل السياسي، أن هذه الطلبات كانت شبه تعجيزية على قائد الجيش خوليو سيزار أرودا، وهو ما دفع "دا سيلفا" لإقالته في ظل العلاقة السيئة بينهما، ووجود اتهامات تحوم حول قائد الجيش المعزول برفضه فض الاعتصامات أمام الثكنات العسكرية ليعين الرئيس البرازيلي الكومندان ريبيرو دي بايفا، الذي صرح مؤخرًا بأنه "يتعين على المؤسسة العسكرية الابتعاد عن السياسة والحزبية واحترام الديمقراطية".
أوضح أن الجيش لم يتدخل في السياسة منذ دخول البرازيل عهد الديمقراطية، وكان يتحمل الأعمال الإدارية والأمنية بتكليف من الحكومة والرئيس، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق بولسونارو هو من أسس لاستراتيجية إقحام الجيش في عالم السياسة بإدخاله آلاف الضباط والعسكريين إلى مؤسسات الدولة لمحاربة اليسار.