الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

3 ساعات.. محادثات "بناءة" بين بوتين وويتكوف في موسكو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أجرى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات بناءة في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الجمعة، استمرت ثلاث ساعات، بعد أن توقفت حركة المرور عند وصول موكب السيارات الذي يحمل ويتكوف إلى وسط العاصمة، في زيارته الرابعة إلى روسيا منذ بداية العام.

ونقلت BBC عن يوري أوشاكوف، أحد مساعدي الرئيس الروسي، إن إمكانية استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا "كانت نقطة نقاش خاصة"، بينما لم تكشف الولايات المتحدة عن تفاصيل ما تمت مناقشته خلال الاجتماع، لكن الرئيس دونالد ترامب ألمح في أثناء انعقاده إلى أن الجانبين اقتربا من التوصل إلى اتفاق.

في هذه الأثناء، حثَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء على ممارسة المزيد من الضغوط على روسيا، مُلقيًا باللوم على موسكو لفشلها في الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت السابق الذي قدمته الولايات المتحدة.

وقبيل محادثات ويتكوف وبوتين، قُتِل جنرال روسي رفيع المستوى في هجوم بسيارة مفخخة في العاصمة موسكو، واتهم الكرملين أوكرانيا بالمسؤولية، كما صرّح الحاكم المحلي بمقتل شخصين في غارة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية.

محادثات ومقترحات

وفق تقرير هيئة الإذاعة البريطانية، وصف أوشاكوف المحادثات التي استمرت ثلاث ساعات بأنها بناءة ومفيدة للغاية، وقال إن ذلك "ساهم في تقريب المواقف الروسية والأمريكية ليس فقط بشأن أوكرانيا، بل أيضًا بشأن مجموعة من القضايا الدولية الأخرى".

وأضاف أنه فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية على وجه التحديد، تمت مناقشة إمكانية استئناف المحادثات المباشرة بين الممثلين الروس والأوكرانيين.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار بوتين للمرة الأولى منذ المراحل الأولى من الحرب إلى أنه منفتح على إجراء محادثات مع زيلينسكي. ويُعتقد أن تصريحاته جاءت ردًا على اقتراح الرئيس الأوكراني بتمديد هدنة عيد الفصح -التي استمرت 30 ساعة- لمدة 30 يومًا أخرى، لكن لم يُتفق على أي هدنة حتى الآن.

وتعرضت كييف لضغوط متزايدة من جانب ترامب لقبول تنازلات إقليمية كجزء من اتفاق مع موسكو لإنهاء الحرب، وأصبحت قضية شبه جزيرة القرم المحتلة، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014، نقطة اشتعال خاصة.

رفض زيلينسكي، مرارًا وتكرارًا، فكرة الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، وقال للصحفيين في كييف اليوم: "موقفنا لم يتغير.. فقط الشعب الأوكراني له الحق في تحديد أي المناطق أوكرانية".

ومع ذلك، اقترح في تصريحات لاحقة مناقشة "القضايا الإقليمية إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط"، وقال إن "وقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط يفتح المجال لمناقشة كل شيء".

وأشار أيضًا إلى تعليقات أدلى بها ترامب في المقابلة المنشورة اليوم مع مجلة "تايم"، التي تضمنت أن شبه جزيرة القرم ستبقى تابعة لروسيا، قائلًا: "ما يقوله الرئيس ترامب صحيح، وأنا أتفق معه في أننا اليوم لا نملك ما يكفي من الأسلحة لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم".

خطة أمريكية

لم يتم الإعلان عن خطة السلام الأمريكية، لكن هناك تقارير تشير إلى أنها تقترح أن تحتفظ روسيا بالأراضي التي اكتسبتها -والتي تبلغ نحو 20% من أراضي أوكرانيا- وهو شرط يصب في صالح موسكو.

وبحسب "رويترز"، التي اطلعت على المقترحات الأمريكية التي سُلِّمت إلى المسؤولين الأوروبيين الأسبوع الماضي، فضلًا عن المقترحات المضادة اللاحقة من أوروبا وأوكرانيا، هناك تباينات كبيرة بينهما.

وتقدم الصفقة الأمريكية قبولًا أمريكيًا لضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم، والاعتراف بحكم الأمر الواقع بالسيطرة الروسية على مناطق محتلة أخرى، بما في ذلك منطقة لوجانسك بأكملها.

وعلى النقيض، لن يناقش الأوروبيون والأوكرانيون ما سيحدث للأراضي الأوكرانية المحتلة إلا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

الاتجاه الصحيح

بينما كان اللقاء بين ويتكوف وبوتين يجري، ادعى ترامب أن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح".

وقال للصحفيين: "إنهم يجتمعون مع بوتين الآن، بينما نتحدث، ولدينا الكثير من الأمور الجارية. وأعتقد أننا -في النهاية- سننتهي بالعديد من الصفقات الجيدة، بما في ذلك صفقات التعريفات الجمركية وصفقات التجارة".

وقال الرئيس الأمريكي إن هدفه هو إنهاء القتال في أوكرانيا الذي يودي بحياة 5 آلاف أوكراني وروسي أسبوعيًا، مضيفًا: "اعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق سلام".

لكن، حسبما تشير BBC، فإن مواقف روسيا وأوكرانيا "لا تزال تبدو بعيدة كل البعد عن بعضها البعض، في ظل عدم دعوة أي ممثل من أوكرانيا للمشاركة في المحادثات في موسكو".

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن زيلينسكي، في مقال كتبه على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقاده روسيا لفشلها في الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا الذي اقترحته الولايات المتحدة في 11 مارس، وحث الحلفاء على ممارسة المزيد من الضغوط عليها.

وقال الرئيس الأوكراني: "مرّ 45 يومًا منذ موافقة أوكرانيا على اقتراح الرئيس ترامب بالهدوء في الجو والبحر وعلى خط المواجهة بينما روسيا ترفض كل هذا، لا يمكن حل هذه المشكلة دون ضغط. الضغط على روسيا ضروري".

وأضاف أن روسيا سُمح لها باستيراد صواريخ من دول مثل كوريا الشمالية، والتي قال إنها استخدمتها بعد ذلك في هجوم صاروخي مميت على كييف أمس الخميس، أسفر عن مقتل 12 شخصًا.

كما زعم زيلينسكي أن "ضعف الضغط على كوريا الشمالية وحلفائها يسمح لهم بتصنيع مثل هذه الصواريخ الباليستية. الصاروخ الذي قتل سكان كييف احتوى على ما لا يقل عن 116 قطعة مستوردة من دول أخرى، ومعظمها، للأسف، من صنع شركات أمريكية".

وفي أعقاب الهجوم على كييف، قال ترامب إنه "يمارس الكثير من الضغط على الجانبين لإنهاء الحرب"، وخاطب بوتين مباشرة في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي قائلاً: «فلاديمير.. توقف».

لكن منذ ذلك الحين، ألقى ترامب باللوم على كييف في بدء الحرب، وقال في حديثه لمجلة "تايم" الذي جاء بمناسبة مرور 100 على عودته للبيت الأبيض: "أعتقد أن السبب في بدء الحرب هو عندما بدأوا (أوكرانيا) الحديث عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".