كشفت وثيقة لأول مرة عن حجم الأزمة الصحية العامة، التي تواجهها برمنجهام - ثاني أكبر مدينة في إنجلترا - إثر إضراب عمال النظافة.
وحذّرت النصائح المقدمة لمجلس مدينة برمنجهام من تصاعد الأمراض المنقولة بالجرذان، وتدهور الصحة النفسية، وتوقف سيارات الطوارئ بسبب أكوام القمامة، وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وأظهرت الوثيقة التي قُدّمت لمسؤولي السلطات المحلية في برمنجهام أن كبار السن وذوي الإعاقة والرضع أكثر عُرضة للأضرار الصحية الناجمة عن الإضرابات.
وقدّمت وكالة الأمن الصحي البريطانية ووكالة البيئة، إضافة إلى فرق الصحة العامة والبيئة التابعة للمجلس، الإرشادات الواردة في الوثيقة.
ودخل إضراب عمال النفايات في برمنجهام أسبوعه السابع، إذ استؤنفت المحادثات بين المجلس ونقابة "يونايت" - ثاني أكبر نقابة عمالية في المملكة المتحدة- أمس الأربعاء.
وبعد ساعات من استئناف المناقشات، أعلنت نقابة "يونايت" التوصل إلى اتفاق قد يكون متاحًا.
وخرج مئات من عمال القمامة المنتمون إلى النقابة احتجاجًا على قرار المجلس بإلغاء دور ضابط إعادة تدوير وجمع النفايات، وهو القرار الذي رأت فيه النقابة أنه قد يجبر على خفض الأجور في أماكن أخرى.
وحصلت صحيفة "ذا تليجراف" على وثيقة من تسع صفحات توضح الإرشادات المُقدمة للمجلس، خلال اجتماعاته الدورية لمراجعة تقييم مخاطر الصحة العامة للنفايات.
وتتضمن الوثيقة، الصادرة بموجب قوانين حرية المعلومات "تقييمًا ديناميكيًا وعالي المستوى للمخاطر"، أُجري منذ بدء الإضراب الشامل، 11 مارس 2025.
وتُحذر الوثيقة من أن الأرض والهواء والماء جميعها مُعرّضة لخطر التلوث، من خلال إلقاء النفايات بشكل عشوائي، وتحلل النفايات، وحرق السكان للقمامة.
وقالت: "إنه يتأثر سكان برمنجهام بتعطل عمليات جمع النفايات المعتادة، ومع ذلك لا تزال بعض عمليات الجمع جارية".
وأضاف: "قد يكون أولئك الذين يعيشون في مناطق محرومة من الخدمات، أو أولئك الذين يعانون ضعف المناعة، أو الرضع، أو كبار السن، أو ذوي الإعاقة، أكثر عُرضة لأي آثار صحية سلبية للإضراب".
وحذّرت الوثيقة من خطر "متوسط" للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي نتيجة تراكم نفايات الطعام، ونفايات الحيوانات، والنفايات البشرية، والروث.
وتابعت: "الجرذان ناقلة للعديد من الأمراض، منها داء البريميات والسالمونيلا وفيروس هانتا".
ويزداد الخطر على العامة من خلال زيادة القرب من هذه القوارض، مثل التعامل معها أو ملامسة فضلاتها.
وفي سياق متصل، اشتكى السكان من جرذان بحجم قطط صغيرة تتغذى على القمامة، التي تُركت دون جمع لأسابيع متواصلة.
وجاءت شكوى السكان على الرغم من أنه لم تشير الوثيقة إلى وجود دليل حالي على زيادة الاتصال بين الآفات والسكان.
وأُبلغ المجلس بوجود "بعض شكاوى الجمهور" بشأن تأثير الإضرابات على الصحة النفسية.
وتشير الوثيقة إلى "احتمال ضئيل" لحدوث أزمة صحة نفسية مجتمعية أوسع، لكنها تُقرّ "بالتأثير النفسي لتراكم النفايات والتعرض لها".
وحذّر مجلس مدينة برمنجهام من أن خدمات الطوارئ قد تواجه صعوبة في الوصول إلى الشوارع التي تتراكم فيها النفايات.
وأضافت: "قد يُقلل تراكم النفايات من قدرة الأشخاص الذين يعانون صعوبات في الحركة، بما في ذلك مستخدمو الكراسي المتحركة".