في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، إيلون ماسك، أن قرارات بكين الأخيرة بوقف تصدير أنواع معينة من المغناطيسات تؤثر بشكل مباشر على خططه لتصنيع روبوتات بشرية متقدمة، في إشارة واضحة إلى أن الإجراءات الصينية بدأت تُحدث صدى في كبرى الشركات الأمريكية.
وتوقفت الصين منذ بداية أبريل عن تصدير معادن أرضية نادرة ثقيلة، والمغناطيسات المصنّعة منها، إلى واشنطن، في خطوة اعتُبرت ردًا على رفع الرسوم الجمركية الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الواردات الصينية.
سيطرة صينية
تُنتج الصين كامل الإمدادات العالمية من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، سواء من مناجمها أو من خلال استيرادها وتكريرها من دول أخرى، كما تهيمن على 90% من الإنتاج العالمي للمغناطيسات المصنّعة منها، بينما تعتمد اليابان - ثاني أكبر منتج - بشكل كامل على المواد الخام الصينية.
وتُعدّ هذه المغناطيسات أساسية في تشغيل المحركات الكهربائية الصغيرة داخل الروبوتات، خصوصًا في المفاصل التي تتطلب أداءً عاليًا داخل مساحات ضيقة، حيث تمنع المعادن النادرة من ارتفاع درجة حرارة المحركات أو تعطّلها.
ومنذ إعلان الحظر، تقوم السلطات الجمركية الصينية بتفتيش دقيق لكل الشحنات للتأكد من عدم مغادرة أي مغناطيسات تحتوي على المعادن النادرة الثقيلة أراضيها.
ماسك يبحث عن حل
أوضح ماسك أن "روبوتات أوبتيموس" التي تطورها الشركة تحتوي على محركات صغيرة في الأذرع تحتاج لهذه المغناطيسات الخاصة، مضيفًا: "نواجه تأثيرًا مباشرًا في سلاسل التوريد نتيجة طلب الصين الحصول على تراخيص تصدير للمغناطيسات، ونحن نعمل على معالجة هذا الأمر معهم".
وأشار ماسك إلى أن النقص المحتمل في هذه المكونات قد يؤدي إلى تباطؤ إنتاج روبوتات أوبتيموس، وهي مشروع ضخم تستثمر فيه تسلا مليارات الدولارات، ويهدف إلى تصميم روبوتات قادرة على أداء مهام الحياة اليومية، كتحضير المشروبات أو تفريغ المشتريات من السيارات، كما عُرض في حدث أقامته الشركة الخريف الماضي.
الشركات الأمريكية في خطر
القيود الصينية لا تهدد "تسلا" وحدها. فالمغناطيسات الأرضية النادرة تُستخدم في العديد من المنتجات الحساسة مثل السيارات الكهربائية، الروبوتات الصناعية، الصواريخ، القنابل الذكية، والطائرات الشبح.
وقال يانج جيه، المتخصص في قوانين التصدير بمكتب "هوييه" في شنجهاي، إن وزارة التجارة الصينية قد تستغرق حتى 45 يوم عمل لإصدار تصاريح التصدير، وقد تمتد الفترة أكثر من ذلك في حال وُجدت "مخاوف أمن قومي"، مضيفًا "أعتقد أن فترة ستة أشهر هي أسرع سيناريو ممكن لإصدار تصاريح التصدير إلى الولايات المتحدة، ولكن من المرجّح أن تطول أكثر".
ورغم أن شركات أخرى قد تتأثر بشكل أقل من "تسلا"، مثل "أجيليتي روبوتيكس" الأمريكية، التي تصمّم روبوتات بأبعاد أقل تشابهًا مع الإنسان، ما يتيح لها استخدام محركات أكبر وأقل حساسية للحرارة، إلا أن الأزمة تطرح تساؤلات جدية حول مدى اعتماد الصناعات التكنولوجية الأمريكية على سلاسل التوريد الصينية.