الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد أسبوع عاصف.. "الدكتاتور" و"المُضلل" جاهزان لاتفاقية المعادن النادرة

  • مشاركة :
post-title
ترامب وزيلينسكي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

على الرغم من التوتر الذي شاب علاقة ترامب وزيلينسكي خلال الأيام الماضية، إلا أن اتفاق المعادن النادرة، الذي رفض زعيم كييف توقيعه بحجة أن أوكرانيا ليست للبيع، أصبح جاهزًا الآن للتوقيع بين البلدين.

وكشفت تقارير إعلامية عن توصل إدارة الرئيس الأمريكي أخيرًا إلى اتفاق مع أوكرانيا، بشأن صفقة المعادن النادرة، وقد يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، الجمعة المقبل، للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب بعد أن اتفق مسؤولون من البلدين على شروط مسودة اتفاق المعادن, على أن يوقّع على الوثيقة وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، بحسب صحيفة Pravda ورويترز.

شرارة التوترات

وبدأت شرارة التوترات بين الزعيمين، الأسبوع الماضي، عندما زار وزير الخزانة الأمريكي سكوت باسنت، أوكرانيا وعرض على زيلينسكي صفقة تنتقل بموجبها نحو نصف المعادن النادرة والقيمة للغاية في أوكرانيا إلى الملكية الأمريكية.

ورفض زيلينسكي التوقيع على تلك الصفقة، وردًا على ذلك، وفقًا لشبكة "سي بي إس نيوز"، أكد ترامب أنه شعر بخيبة أمل من تلك التصريحات، واتهم أوكرانيا بأنها من بدأت الحرب، وردّ زيلينسكي بأن ترامب يعيش في فضاء التضليل الروسي، ومن ثم اتهمه ترامب بأنه ديكتاتور وشعبيته منهارة.

السيطرة الكاملة

ووفقًا للاتفاق، ستنشئ الولايات المتحدة وأوكرانيا صندوقًا للاستثمار وإعادة الإعمار، حيث ألغت الاتفاقية المعدّلة البند الذي كان يمنح الولايات المتحدة السيطرة الكاملة على الصندوق التجاري، وبموجب الصياغة الجديدة، ستحتفظ أمريكا بأقصى حصة مالية في الصندوق يسمح بها القانون الأميركي.

وسوف تحدد واشنطن وكييف، الملكية المشتركة للصندوق على أساس مساهماتهما الفعلية، كما ستتولى كل من الدولتين إدارة الصندوق بشكل مشترك، ولكن الولايات المتحدة سوف تحتفظ بسلطة اتخاذ القرار في إطار تشريعاتها.

صندوق الاستثمار

وبحسب الصحيفة الأوكرانية، تمت إضافة بند جديد ينص على أنه لا يمكن لأوكرانيا أو الولايات المتحدة بيع أو نقل حصتها في الصندوق دون موافقة كتابية مسبقة من الطرف الآخر.

وبموجب الاتفاق، سيحصل الصندوق على 50% من عائدات الموارد الطبيعية والموانئ والبنية التحتية المرتبطة باستخراج الموارد في أوكرانيا، حتى المملوكة بشكل غير مباشر للحكومة الأوكرانية، لإعادة استثمارها في اقتصاد أوكرانيا.

وسيتم تحديد توقيت وحجم المساهمات في اتفاقية الصندوق المستقبلية، ستحدد بموجبها كيفية توزيع الأموال بمرور الوقت، وسيكون للصندوق سلطة تعويض أو إرجاع التكاليف الفعلية التي تكبدتها الحكومة الأوكرانية في المشاريع الجديدة.

التزامات أوكرانيا

وتلغي النسخة المعدلة من الاتفاق بندًا كان يهدف إلى مضاعفة الاستثمارات في أوكرانيا مقابل كل دولار يتم المساهمة به، كما تلغي هدف استعادة الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا إلى مستواه في عام 2021، ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، قد يتم توقيع اتفاقية المعادن في 28 فبراير في واشنطن.

إضافة إلى ذلك، تمت إزالة البند الذي كان يسمح للإيرادات من المرافق التي تقع حاليًا تحت السلطة الروسية بأن تتجاوز 50% بعد إنهاء الاحتلال، ومن بين التغييرات الكبرى الأخرى إلغاء البند الذي كان يشترط استمرار المساهمات الأوكرانية في الصندوق حتى تصل إلى 500 مليار دولار أمريكي.

كما تم حذف البند الذي ينص على أن كل المساعدات المالية الأمريكية سوف تُحتسب ضمن التزامات أوكرانيا تجاه الصندوق، وبحسب الاتفاق، تعتزم الولايات المتحدة تقديم التزام مالي لمساعدة أوكرانيا، لكن المبلغ المحدد سيتم تحديده بشكل منفصل.

خطوة استراتيجية

وأكد مسؤولون أوكرانيون، بحسب مجلة "نيوزويك"، أنهم مستعدون الآن لتوقيع الاتفاق بشأن التنمية المشتركة للموارد المعدنية في البلاد، بما في ذلك النفط والغاز، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن مطالبها بالحصول على حصة قدرها 500 مليار دولار من العائدات المحتملة من استغلال الموارد.

ورغم أن الاتفاق لا يتضمن ضمانات أمنية صريحة، إلا أنهم أكدوا أنهم حصلوا على شروط تضمن الأمن، حيث ينظر إلى الاتفاق باعتباره خطوة استراتيجية لتعميق العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتعزيز مستقبل أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا.

وقد يزور زيلينسكي البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة لحضور حفل توقيع مع ترامب، لكن في النهاية تظل الصفقة بمثابة "اتفاقية إطارية"، مع وجود قضايا لم يتم حلها مثل حجم حصة الولايات المتحدة والاختصاص القضائي، ولا تزال تتطلب موافقة البرلمان الأوكراني.