الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توعدت برد قاس.. الصين تحذر العالم من استرضاء أمريكا بصفقات تجارية

  • مشاركة :
post-title
الصين تحذر العالم من استرضاء أمريكا بصفقات تجارية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل التصعيد المستمر في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أطلقت بكين تحذيرًا صارمًا للدول التي قد تنساق خلف الضغوط الأمريكية، مؤكدة أن أي محاولة لإبرام صفقات تضر بمصالحها سيُقابل بردٍ قوي.

التحذير الصيني جاء بالتزامن مع تحركات أمريكية لتوسيع ضغوطها على شركائها التجاريين، في وقتٍ يتزايد فيه القلق من تداعيات هذا الصراع الاقتصادي العالمي.

بكين ترفع سقف التهديدات

حذّرت الصين من أنها ستتخذ إجراءات مضادة حازمة ضد أي دولة تعقد صفقات تجارية مع الولايات المتحدة تضر بمصالحها، مؤكدة أن سياسة "الاسترضاء" لن تجلب السلام، والتسويات على حساب السيادة الوطنية لن تكسب احترام بكين.

جاء هذا التحذير بعد تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام مفاوضات الرسوم الجمركية كأداة ضغط على عشرات الدول للحد من تجارتها مع الصين مقابل إعفاءات جمركية أمريكية.

ونقلت شبكة "بي بي سي" عن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية قوله: "الاسترضاء لا يمكن أن يجلب السلام، والتسوية لا يمكن أن تكسب الاحترام. وإذا تم التوصل إلى أي اتفاق يضر بمصالح الصين، فلن تقبله أبدًا، وسترد عليه بقوة".

الرئيس الأمريكي
ضغط أمريكي متزايد

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة محادثات مع شركائها التجاريين، حيث زار وفد ياباني العاصمة واشنطن الأسبوع الماضي، ومن المنتظر أن تبدأ كوريا الجنوبية مفاوضات مماثلة خلال هذا الأسبوع.

وفي الوقت نفسه، كشف تقرير لصحيفة "تشاينا ديلي"، التابعة للحكومة الصينية، أن الاتحاد الأوروبي قد يكون ضمن أهداف الضغط الأمريكي، محذرًا من محاولات "استرضاء" الولايات المتحدة على حساب مصالح الصين.

تتزامن هذه الضغوط مع إعلان ترامب أن أكثر من 70 دولة تواصلت مع إدارته لبدء مفاوضات تجارية بعد الكشف عن خططه الجمركية الجديدة.

منافسة بين الصين وأمريكا

قال جيسبر كول، المدير في شركة مونيكس جروب اليابانية، إن نحو 20% من أرباح اليابان تأتي من الولايات المتحدة، فيما تأتي 15% من الصين، ما يجعل من الصعب على طوكيو الاختيار بين القوتين الاقتصاديتين.

وأضاف كول: "من المؤكد أن اليابان لا تريد أن تضطر إلى الاختيار بين أمريكا وجمهورية الصين الشعبية".

وفي الأسبوع الماضي، التقى كبير المفاوضين اليابانيين بشأن الرسوم الجمركية ريوسي أكازاوا بالرئيس ترامب في واشنطن، لبدء جولة من المفاوضات الحساسة.

صرّح هان داك سو، الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة، أن بلاده ستبدأ هذا الأسبوع محادثات تجارية مع الولايات المتحدة، في حين يستعد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لزيارة الهند، حيث يلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي وسط تهديد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 26% ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري.

كما صرّح "فانس"، في مقابلة مع موقع UnHerd الإلكتروني، بأن هناك "فرصة جيدة" لعقد اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة، مشيرًا إلى التعاون الجاري مع حكومة كير ستارمر.

حملة جمركية غير مسبوقة

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أطلق ترامب موجة من الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، بلغت في بعض الحالات 145%، مع فرض رسوم عامة بنسبة 10% على واردات دول أخرى حتى يوليو المقبل.

وأضافت الإدارة الأمريكية أن إجمالي الرسوم على بعض البضائع الصينية قد يصل إلى 245% عند جمع الضرائب الجديدة والسابقة.

ورغم التصعيد، أعلنت إدارة ترامب تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم الدول باستثناء الصين، استجابة للضغوط السياسية والأسواق العالمية.

الرئيس الصيني
رد صيني صارم

لم تقف الصين مكتوفة الأيدي، إذ ردّت بفرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية، وأكدت في بيان رسمي أنها ستُقاتل "حتى النهاية" للدفاع عن مصالحها الاقتصادية.

وتسببت هذه التوترات في اضطرابات عنيفة في الأسواق المالية العالمية، وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي هذا التصعيد إلى ركود اقتصادي عالمي أو إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية.

ويرى منتقدو سياسة ترامب أن استعادة التصنيع الأمريكي مهمة معقدة تحتاج إلى عقود، محذرين من أن الاقتصاد الأمريكي قد يعاني على المدى القصير من هذه السياسات الحمائية.

في المقابل، يراهن ترامب على أن زيادة الضرائب على الواردات ستشجع المستهلكين على شراء المنتجات المحلية، وتعزز الإيرادات الضريبية، وتعيد الاستثمارات إلى الداخل الأمريكي.

ومع غياب توافق دولي واضح، تظل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين أحد أكثر الملفات سخونة في العلاقات الدولية، بما تحمله من تداعيات سياسية واقتصادية عابرة للحدود.