الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إخفاق آلي في سباق بشري.. الروبوتات تتذيل قائمة أول ماراثون صيني

  • مشاركة :
post-title
صورة لآخر الروبوتات في السباق

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مشهد جمع بين الخيال العلمي والابتكار الواقعي، شهدت العاصمة الصينية بكين تنظيم أول سباق نصف ماراثون في العالم للروبوتات البشرية، حيث تنافس أكثر من 20 روبوتًا ثنائي القدمين على قطع مسافة 21 كيلومترًا إلى جانب 12 ألف عدّاء بشري.

ورغم أن الروبوتات المشاركة أبهرت الجمهور بتصاميمها المتنوعة وقدرتها على الركض، فإنها لا تزال بعيدة عن منافسة الإنسان في سباقات التحمل، إذ استغرقت الروبوتات وقتًا أطول بكثير لقطع المسافة، وكان بعضها بحاجة إلى مساعدين يركضون إلى جانبها تحسبًا لأي سقوط مفاجئ.

الروبوت "تيانجونج ألترا"، الذي طوّره مركز الابتكار الصيني للروبوتات البشرية في بكين، جاء أولًا بين الروبوتات، قاطعًا المسافة في زمن قدره ساعتان و40 دقيقة – أي بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الفائز البشري في السباق، وأقل بكثير من الرقم القياسي العالمي للرجال البالغ 56 دقيقة و42 ثانية.

لكن ما يميز هذا الروبوت، بحسب كبير المهندسين في المركز تانج جيان، هو أنه مزوّد بساقين طويلتين وخوارزمية ذكية تحاكي أسلوب الإنسان في الجري لمسافات طويلة. وأشار إلى أن "تيانجونج" لم يحتج سوى إلى تبديل بطاريته ثلاث مرات فقط خلال السباق، وهو إنجاز لافت في سباق بهذا الطول.

وتسمح قواعد السباق للروبوتات بتبديل البطاريات خلال المسار، بل وحتى استبدال الروبوت بآخر احتياطي – لكن ذلك يأتي بعقوبة زمنية تبلغ 10 دقائق.

وقد سار الروبوتات عبر منطقة "يي تشوانج" جنوب شرقي بكين، وهي موطن لعدد من شركات التكنولوجيا المتقدمة، في دلالة على أن السباق لم يكن مجرد حدث رياضي، بل استعراض لقوة الصين المتنامية في مجال تطوير الروبوتات البشرية.

وتُعد الروبوتات البشرية أحد مجالات المنافسة التكنولوجية المستقبلية، بحسب وثيقة لوزارة الصناعة الصينية نُشرت عام 2023، والتي حددت هدفًا بإنتاج هذه الروبوتات على نطاق واسع بحلول عام 2025 وتأمين سلاسل التوريد الخاصة بمكوناتها الأساسية.

ورغم المخاوف العالمية المتزايدة من تطور الذكاء الاصطناعي وتفوق الروبوتات على البشر، يبدو أن السباق الأخير أعاد طمأنة البعض بأن البشر لا يزالون متقدمين – على الأقل في سباقات الجري.