الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دراسة: الجنس والوراثة الأبوية يحددان مدى إصابتك بألزهايمر

  • مشاركة :
post-title
الجنس والوراثة الأبوية يحددان مدى إصابتك بألزهايمر ـ صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

بطريقة مختلفة غير تلك التي اعتقدها العلماء، يرصد الدماغ عاملين حاسمين قد يُحددان خطر الإصابة بمرض ألزهايمر يعودان إلى الوراثة الأبوية وكونك رجلاً أو امرأة، وما إذا كانت والدتك هي من أصيبت بالمرض.

معتقد جديد

كشفت نتائج دراسة كندية استمرت عقدًا من الزمن عن أن النساء يتراكم لديهن بروتين تاو السام المرتبط بمرض ألزهايمر بشكل أكبر، ومع ذلك يُظهرن مقاومة أكبر لانكماش الدماغ، بينما قد يُشكل الوراثة الأبوية مخاطر أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.

وأجريت الدراسة، المنشورة في مجلة علم الأعصاب Neurology، من قِبل فريق بحثي من جامعة ماكجيل. وبينما وُثِّقت سابقًا زيادة انتشار مرض ألزهايمر لدى النساء، تُشير هذه النتائج الجديدة إلى وجود آليات بيولوجية أكثر تعقيدًا.

ووفقًا لموقع "Study Finds"، تابعت الدراسة 243 من كبار السن ذوي القدرات المعرفية السليمة، ولديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض ألزهايمر، لمدة 10 سنوات، باستخدام تقنيات مسح دماغي متقدمة لتتبع تراكم بروتينين رئيسيين، هما بيتا أميلويد وتاو، إضافة إلى التغيرات في حجم الدماغ والقدرات المعرفية.

كان لدى جميع المشاركين أحد الوالدين على الأقل مصابًا بالمرض، ما يجعلهم جميعًا أكثر عُرضة للخطر.

النساء صاحبات المستوى الأعلى

شكّلت النساء ما يقرب من 70% من المشاركات، بمتوسط ​​أعمار 68 عامًا، وبينما لم يجد الباحثون أي اختلافات جوهرية بين الرجال والنساء في تراكم الأميلويد، وهي لويحات لزجة لطالما اعتُبرت السمة المميزة لمرض ألزهايمر، فقد لاحظوا اختلافات كبيرة في تراكم بروتين تاو.

وأظهرت النساء مستويات أعلى بكثير من بروتين تاو في أدمغتهن، خاصةً في المناطق الجبهية الجدارية التي تتأثر في المراحل المتأخرة من المرض.

ويُشكل تاو تشابكات سامة تُلحق الضرر المباشر بالخلايا العصبية، وعادةً ما ترتبط مستويات تاو المرتفعة بتدهور إدراكي أشد.

مرونة دماغية لدى النساء

على الرغم من ارتفاع مستويات تاو، أظهرت النساء مقاومة أكبر لانكماش الدماغ المرتبط بالأميلويد بمرور الوقت.

تقلص الحُصين، وهو الجزء من الدماغ المخصص للتعلم والذاكرة، في الانكماش بنحو 1% سنويًا وهو ضروري للذاكرة، بسرعة أقل لدى النساء ذوات مستويات الأميلويد العالية مقارنةً بالرجال ذوي عبء الأميلويد المماثل.

يشير هذا إلى أن النساء قد يمتلكن آليات وقائية تساعد في الحفاظ على بنية الدماغ حتى مع تراكم البروتينات المرتبطة بالمرض. ويتكهن العلماء بأن الاختلافات الهرمونية أو تباينات شبكات الدماغ قد تلعب دورًا، على الرغم من أن السبب الدقيق لا يزال غير واضح.

التاريخ الأبوي

تشير دراسات سابقة إلى أن وراثة مرض ألزهايمر لدى الأم تحمل خطرًا أكبر من وراثة الأب.

ومع ذلك، تُظهر هذه الدراسة أن الأفراد الذين أصيب آباؤهم بمرض ألزهايمر أظهروا ارتباطًا أقوى بين تراكم الأميلويد وتاو، مقارنةً بمن أصيبت أمهاتهم بالمرض.

بمعنى آخر، قد يجعلك وجود أب مصاب بالمرض أكثر عُرضة لتراكم البروتين المتسلسل الذي يؤدي إلى التنكس العصبي.

وراثة من الآباء

وجدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي لأمهات مصابات بألزهايمر أظهروا مرونة معرفية أكبر، وحافظوا على وظائف الذاكرة بشكل أفضل على الرغم من تراكم بروتين الأميلويد، مقارنةً بمن لديهم تاريخ مرضي لآبائهم.

وتؤثر مسارات الوراثة المختلفة على جوانب منفصلة من تطور المرض، إذ يؤثر تاريخ الأب على تراكم البروتين، بينما يؤثر تاريخ الأم على مدى كفاءة الدماغ في التعامل مع تلك البروتينات.

وينبغي مراعاة الجنس البيولوجي وتاريخ الوالدين عند تطوير علاجات مخصصة لمرض ألزهايمر، خاصةً وأن التجارب السريرية واجهت صعوبات تاريخية في إثبات فعالية ثابتة.

وقد تساعد الاستجابات المختلفة بين الرجال والنساء، أو بين من لديهم تاريخ مرضي للأم مقابل من لديهم تاريخ مرضي للأب، في تفسير سبب فعالية بعض العلاجات بشكل أفضل لدى بعض الأشخاص.