الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المصدر بئر إثيوبية مقدسة.. مخاوف بشأن احتمالية تفشي الكوليرا في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
عينات مياه يشتبه في كونها ملوثة ببكتيريا الكوليرا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أثار مسؤولون بريطانيون مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في البلاد، بعد أن تسببت زجاجات من "المياه المقدسة" الملوثة المستوردة من إثيوبيا في إصابة عدد من البريطانيين ونقلهم إلى المستشفى، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "دايلي ميل".

وذكرت تقارير أن المياه التي تم أخذها من "بئر مقدسة" وتم نقلها جوًا إلى المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام، تحتوي على سلالة مقاومة للأدوية من المرض المنقول عبر المياه.

ووفق المعتقد السائد، فإن البئر المعروفة باسم "بيرميل جيورجيس" تقع بالقرب من الحدود الشمالية الغربية لإثيوبيا مع السودان، وتشتهر بمياهها المقدسة التي "يتم تبجيلها بسبب قدرتها المفترضة على علاج الأمراض وطرد الشياطين".

باحثون تابعون لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، قالوا إن أربعة أشخاص عادوا إلى بريطانيا بين يناير ومنتصف فبراير، ثم احتاجوا إلى علاج في المستشفى من الكوليرا بعد أن شربوا تلك المياه، بينما بقي أحدهم في العناية المركزة.

وتكافح الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، تفشي المرض الذي تسببه بكتيريا ضمة الكوليرا منذ عام 2022، حيث تم الإبلاغ عمّا يقرب من 60 ألف حالة إصابة و726 حالة وفاة حتى الآن.

البئر الإثيوبية

وفق تقرير "دايلي ميل"، من بين المرضى البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و70 عامًا، سافر اثنان مؤخرًا إلى أمهرة حيث تقع البئر.

ونقل التقرير عن باحثي وكالة الأمن الصحي: "لم يسافر مريض ثالث إلى إثيوبيا، لكنه أفاد بأنه شرب ماء مقدسًا من البئر الذي أحضره المريض الرابع المصاب بالمرض أيضًا بعد استهلاك الماء في المملكة المتحدة".

كما تم تشخيص إصابة ثلاثة مرضى في ألمانيا بنفس سلالة الكوليرا، وقال العلماء إن "اثنين منهم سافرا إلى إثيوبيا في يناير وحصلا على زجاجة بلاستيكية صغيرة بها ماء من البئر المقدسة في بيرميل جيورجيس. وعند عودتهما إلى ألمانيا، تناول كلا الشخصين الماء، وتعرض شخص ثالث لرشات من الماء على وجهه، بما في ذلك شفتيه، وربما ابتلع بعضًا منها".

وفي أوائل فبراير، أُصيب الثلاثة بالإسهال والقيء، وتم نقلهم إلى المستشفى، حيث احتاج أحدهم مرة أخرى إلى العلاج في العناية المركزة.

وبينما تم إرسال عينات من المرضى السبعة إلى مختبرات بريطانية وألمانية لإجراء اختبارات معمقة، كشفت التحقيقات أن المياه ملوثة ببكتيريا الكوليرا المقاومة للأدوية المتعددة Vibrio cholerae O1. وقد تم ربط هذه السلالة في السابق بتفشي وباء الكوليرا في كينيا، وكذلك في منطقة جنوب الصحراء الكبرى وشرق ووسط إفريقيا.

وقال باحثون في مجلة Eurosurveillance: "كانت المياه المقدسة ملوثة بشدة، وظلت البكتيريا قابلة للحياة أثناء الرحلة وفي أوروبا".

وأضافوا أنه تم اتخاذ إجراءات وقائية، بما في ذلك التدريب والمشاركة المجتمعية حول مخاطر المياه المقدسة، مع ذلك، فإن "انتشار الحالات في أوروبا المرتبطة بتفشي وباء الكوليرا في إفريقيا أمر غير معتاد".

الكوليرا

تعد الكوليرا هي عدوى معوية تحدث بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، وتتميز هذه الطفيليات بفترة حضانة قصيرة تتراوح من يوم واحد إلى خمسة أيام، وتنتج سمومًا معوية تسبب إسهالًا مائيًا غزيرًا وغير مؤلم.

وقد يؤدي هذا سريعًا إلى جفاف شديد والوفاة إذا لم يُقدَّم العلاج فورًا، كما يحدث القيء لدى معظم المرضى.

وفي الوقت الحالي، نادرًا ما يتم العثور على الكوليرا في المملكة المتحدة، على الرغم من تسببها في تفشيات مرعبة في القرن التاسع عشر.

أيضًا، لا تنتقل الكوليرا بشكل مباشر من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال العرضي، مثل السعال أو العطس، مثل العديد من الأمراض المعدية، ولكن عندما يشرب الناس المياه الملوثة، أو يستخدمونها لإعداد الطعام أو لغسل أيديهم، تنتشر العدوى.