الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساعر يزور بريطانيا.. مساع يائسة لتحسين صورة إسرائيل في عيون الغرب

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، المملكة المتحدة لأن تكون "أكثر ودية" تجاه تل أبيب، وطالب السُلطات البريطانية بأن تتصدى لـ "الجماعات الإرهابية" المتواجدة على أراضيها، حسب وصفه.

وفي حديث لصحيفة "ذا تليجراف"، بدا أن زيارة ساعر إلى لندن "مثيرة للمتاعب"، حيث التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بعدد من نشطاء اليسار، وطالب بعضهم بإصدار مذكرة اعتقال للوزير الإسرائيلي على خلفية المجازر التي تقوم بها حكومته في قطاع غزة؛ لكن الطلب تم رفضه.

ويبدو أن ساعر، الذي خدم في لواء جولاني التابع للجيش الإسرائيلي، غير منزعج من تلك المطالبات.

قال: "في محادثاتي مع وزير الخارجية (لامي)، أحمل نهجًا دقيقًا وصريحًا للغاية، عندما أعتقد أن الموقف البريطاني يجب أن يكون أكثر ودية تجاه إسرائيل".

وأضاف: "أؤكد أن مناقشاتنا صريحة، وأن صداقتنا مع المملكة المتحدة مهمة لنا، نحترم قرار وتصويت مواطني المملكة المتحدة، ونعمل مع الحكومة الحالية"، مُشددًا على ما قال إنه "العلاقة الوثيقة بين المملكة المتحدة وإسرائيل" التي تعود بالنفع على الطرفين؛ في إشارة إلى التعاون الاستخباراتي والأمني بين لندن وتل أبيب.

الأربعاء الماضي، التقى ساعر بنظيره لامي، ولم يبدُ البيان البريطاني الصادر عن الاجتماع بين الرجلين متعاطفًا بشكل خاص مع وجهة النظر الإسرائيلية.

وذكرت الخارجية البريطانية أن لامي "أثار مفاوضات المحتجزين الجارية، وحماية عمال الإغاثة، وضرورة إنهاء الحصار الإنساني على غزة ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والقضية النووية الإيرانية".

كما تناول اللقاء منع تل أبيب نائبتين من حزب العمال المناهض لإسرائيل من دخول الأراضي المحتلة، حيث زعم الوزير الإسرائيلي أن "الكنيست سنّ تشريعاتٍ مُحددة ضد السماح بدخول الأشخاص الذين يدعون إلى مقاطعة إسرائيل أو فرض عقوبات عليها"، بينما يُسمح للمنتقدين العاديين بالدخول.

فلسطين وإيران

على عكس فرنسا، لا يبدو أن المملكة المتحدة في الوقت الحالي ترى إمكانية الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية. وفي الحوار، أعرب ساعر عن إحباطه من إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون أن الفرنسيين عازمون على اتخاذ هذه الخطوة قريبًا.

قال: "آمل ألا يكونوا كذلك، نسمع منهم أن القرار لم يُتخذ بعد، أعتقد أن قيام فرنسا بذلك سيكون خطأً فادحًا، سيفقدون نفوذهم الإقليمي، وسيُضرّون بمكانتهم، لن يُنشئوا دولة فلسطينية بهذا القرار المُتخيّل"؛ لأن دولًا عديدة اعترفت بالدولة الفلسطينية "لكن ذلك لم يُغيّر الواقع على الأرض"، حسب تعبيره.

وحذّر من أن إسرائيل قد تردّ بشكل أحادي إذا اختارت فرنسا التحرّك لدعم الفلسطينيين "سيكون قرارٌ كهذا خطأً فادحًا، وسيُضيّق الخناق على إسرائيل، ويُجبرها على اتخاذ قراراتٍ أحادية الجانب بنفسها، إذا كان هناك من يحاول الحكم مُسبقًا على نتائج أيّ مفاوضاتٍ مُحتملةٍ في المستقبل، فنحن قادرون على ذلك أيضًا".

كما رد وزير الخارجية الإسرائيلي على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والذي ذكر أن إسرائيل خططت لشن هجوم على إيران مطلع الشهر المقبل، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرقل الضربة.

قال: "أنا عضو في مجلس الوزراء الأمني، وفي جميع المحافل الخاصة، ولا أذكر قرارًا كهذا".

وأضاف: "لا أعتقد أن قرارًا كهذا قد اتُخذ، لكن إسرائيل ملتزمة بهدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، إذا أمكن تحقيق هذا الهدف بالطرق الدبلوماسية، فهو مقبول".

خلال الحوار، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي سماح السلطات البريطانية بوجود النشطاء أو الجماعات المناهضة للصهيونية، وزعم أن العديد منهم ينتمون إلى جماعات متطرفة.

قال: "أعتقد أنهم أغبياء نافعون، إنهم يدعمون قوى أيديولوجية تعارض أسلوب الحياة الغربي، والقيم الغربية، والثقافة الغربية، نحن أقرب (يقصد الإسرائيليون) فحسب".

وزعم ساعر أن إسرائيل تقف في طليعة صراعٍ يُقلق جميع الديمقراطيات وفق تعبيره، إذ قال: "الجماعات الجهادية تهديدٌ مشتركٌ للحضارة الغربية جمعاء، بما فيها المملكة المتحدة، إسرائيل تُقاتل دفاعًا عن نفسها، ولكن في الوقت نفسه، نُقاتل أيضًا دفاعًا عن العالم الغربي بأسره".

وأضاف أن انتصار إسرائيل على حركة حماس سيُعطي دفعة قوية لجهود الغرب، قائلًا: "ستؤثر نتائج الحرب في الشرق الأوسط ضد الإسلاميين المتطرفين أيضًا على الجاليات المسلمة في أوروبا، وبقدر ما يُهزم المتطرفون في الشرق الأوسط، فسيكون لذلك تأثيرٌ مُعين".

وحاول الوزير الإسرائيلي عبر كلماته تخويف البريطانيين قائلًا: "وإذا انتصروا (يقصد حماس) فسيكون لذلك تأثيرٌ من نوعٍ آخر، من الواضح أن من مصلحة أوروبا والمملكة المتحدة هزيمة المتطرفين في الشرق الأوسط".