الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طارق بشارة: أعيد رسم ملامح الرجل العربي في السينما العالمية بـ"Hello beautiful"

  • مشاركة :
post-title
الفنان الفلسطيني طارق بشارة

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

شخصية "خليل" تشبهني كثيرًا وفقدت أقربائي بسبب السرطان

تجربتي في العمل جعلتني أؤمن بأن الحب هو الدواء الحقيقي

استطاع فيلم Hello beautiful، اقتناص جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان بيفرلي هيلز السينمائي، خاصة مع قصته المؤثرة، إذ يقدم الفنان الفلسطيني طارق بشارة دور "خليل" الزوج الذي يقف بجوار زوجته المريضة بسرطان الثدي التي تفقد إحساسها بالهوية والجمال لتكشف عن علاقة إنسانية.

وفي حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تحدث طارق بشارة عن تجربته في فيلم Hello beautiful وسبب حماسه لخوض هذه التجربة، قائلًا: "عندما قرأت النص وجدت شخصية خليل متعددة الأبعاد للغاية، إنه الجيل الأول من الأمريكيين العرب، رجل عائلي سعيد بزواجه وناجح، يحمل بعض العيوب ويقترف الأخطاء، ومع ذلك فهو شخصية ثلاثية الأبعاد، كان هذا سببًا كافيًا للدخول في هذه التجربة، وكانت هذه الخطوة الأولى، بعد ذلك، شاركت في تجربة أداء تلاها اجتماع عبر تطبيق "Zoom" مع المخرج والمنتج لمناقشة الدور، فلقد كنا نتفق تمامًا في الرؤية والتوجه، فتحمست للغاية كون أن العمل يحمل قصة وفي الوقت نفسه هناك تفاهم كبير بيننا".

كواليس الفيلم

مشاعر متضاربة

ثمة استعدادات خاصة لتقديم شخصيته في العمل، إذ يرى "بشارة" أن خليل رجل أسرة طموح ومندفع، وقد استطاع أن يُعيد تحديث ما بناه والده في مجال الأعمال ليناسب روح العصر الحادي والعشرين، ويقول في هذا الصدد: "تختلف طرق استعدادي للأدوار من دور لآخر، لكن بالنسبة لهذا الدور قرأت الكتاب الذي بُني عليه السيناريو، وجلست مع بعض الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة لمساعدتي في رسم المنحنى العاطفي للشخصية، كما أنني قرأت النص يوميًا منذ حصولي على الدور حتى بدء التصوير، ما ساعدني على ربط جميع تفاصيل القصة".

يرى "طارق" أن التحدي الأكبر هو أن يكون قادرًا على احتواء كل تلك المشاعر دفعة واحدة، قائلًا: "هناك مواقف لا يقتصر الأمر فيها على التعاطف والدموع والشعور بالحماية، بل تتخلله أيضًا ظلال من الغضب والاستياء والإحباط من الموقف والشعور بالعجز حين يكون كل ما يمكنك فعله هو دعم الشخص الذي تحبه".

لقطة من الفيلم

قاسم مشترك

وعن التشابه بينه والشخصية التي قدمها، قال بشارة: "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك بعض القواسم المشتركة بين الممثل والشخصية، ربما ليس حرفيًا.. هناك شيء يربط بينهما كجسر، فأنا أيضًا أحب العائلة، وأتحلى بالولاء وأظهر روح الحماية تجاه من أحب".

العمل المأخوذ من قصة واقعية للكاتبة كريستين هاندي تناول مرض السرطان، ويقول بشارة عن ذلك: "أعتقد أننا جميعًا كنا على دراية بأن هذا المرض يصيب العديد من العائلات حول العالم، فهي قصة يمكن للجميع التعاطف معها، كنا محظوظين بوجود الكاتبة كريستين هاندي، التي تستند إليها هذه القصة في الواقع ومن كتبت القصة التي بُني عليها الفيلم، كانت معنا معظم أيام التصوير، ما جعلها مرجعية رائعة لنا في الكواليس".

أشاد "بشارة" بالعمل مع المخرج زياد حمزة الذي جمع نجوم عرب معًا في إنتاج أمريكي وتقديمهم كعائلة، ليقول عن ذلك: "زياد مخرج مذهل ورجل رائع، لقد وضع ثقته في الممثلة "تريشيا هيلفر" وفيّ أثناء التصوير، حيث تركنا نتبع غرائزنا، بينما كان يقوم بإجراء التعديلات اللازمة بأسلوب مريح وتعاوني للغاية".

وتابع: "تناقشنا كثيرًا بشكل موسّع حول نوع الرجل العربي الذي نود رؤيته على الشاشة، وكيف كنا نتطلع إلى تقديم صورة تعكس الأشخاص في مجتمعنا، أعمامنا وآبائنا".

كواليس الفيلم

قصة مؤثرة

وحول تأثير الفيلم على المشاهدين، لا سيما أولئك الذين يمرون بتجارب مماثلة، يقول بشارة عن ذلك:" آمل أن يخرج المشاهدون من الفيلم وهم يشعرون أن الأمور ستتحسن، وأن العائلة تبقى رغم كل شيء، ويدركون أيضًا أن القوة تنبع من داخلهم، لكن تُستمد كذلك من الأشخاص الذين نعتز بهم ونحبهم".

لمس هذا الفيلم وجدان "طارق" ليتأثر به وينفعل معه، وفي ذلك قال بشارة: "على الصعيد الشخصي، كان للفيلم وقعٌ خاص عليّ لأنني فقدت أقارب عانوا من هذا المرض، والفيلم يعكس التجربة بواقعية كبيرة ما ساعدني على التعامل معها. أما مهنيًا، فأنا آمل أن يُشاهد الفيلم من قبل عدد كبير من الناس وأن يلقى استحسانهم عند عرضه، وحاليًا نشارك في بعض المهرجانات السينمائية لاستكشاف ردود الفعل".

السعفة الذهبية

وعن رد فعله عقب فوز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان بيفرلي هيلز السينمائي، قال بشارة: "أنا أدخل مثل هذه المواقف دون توقع محدد؛ فبالنسبة لي، الجائزة الحقيقية هي الفرصة للعمل، الوجود في موقع التصوير، تجسيد الشخصية والعمل بروح الفريق مع الطاقم والممثلين، وهذا هو الجزء الذي أستمتع به حقًا والذي يمنحني الدافع للاستمرار، كانت الجائزة خطوة رائعة وتأكيدًا أننا نسير في الطريق الصحيح".

 ألهمت هذه التجربة بطل العمل لتولي مشروعات أكثر إنسانية، أوضح بشارة: "هذا هو الحلم؛ أن أعمل ضمن المجتمع الذي أكن له كل الاحترام، وأن أحكي قصصنا لجمهور واسع، وندعّم بعضنا البعض في سبيل تحقيق هدف مشترك، أعتقد أن الأفلام لها تأثير خاص؛ حيث يمكن إعادة مشاهدتها في مراحل مختلفة من حياتنا وتحمل معاني جديدة مع مرور الوقت، ما يتيح للفيلم أن يتطور في أعين الجمهور".

"إذا رأيت شيئًا"

أكثر من مشروع فني يعمل عليه بخلاف آخر أدواره في السينما مع أنتوني هوبكنز الذي حمل اسم "جلسة فرويد الأخيرة"، وفي هذا الصدد يقول:" لدي فيلم حاليًا على مسرح المهرجانات من إخراج المخرج العراقي عُدي رشيد بعنوان "إذا رأيت شيئًا"، وعلى صعيد الكتابة، لدي بعض المشروعات قيد التطوير والتي قمت بتأليفها".