تسيطر حالة من التوتر على الإدارة الأمريكية، بعد إعلان وزيرة الخزانة جانيت يلين وصول الحد الأقصى لسقف الدين العام مستوى قياسي، وتجاوزه 30 تريليون دولار للمرة الأولى.
وأكد خبراء في الشأن الأمريكي، لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، أن الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، أحد الأسباب الرئيسية وراء بلوغ الدين العام الأمريكي إلى هذا المستوى المرعب، مما آثار مخاوف التخلف عن سداد الديون وسط ترقب لقرار الكونجرس.
سبب الديون
الكاتبة السياسية ورئيس تحرير موقع "البيت الأبيض بالعربية"، مرح البقاعي، قالت لـ"القاهرة الإخبارية"، إن الحكومة الأمريكية تقترض عندما يكون حجم الإنفاق أعلى من الواردات، فتضطر إلى الاقتراض سواءً من مؤسسات الدولة المصرفية والمالية ولا سيما السندات الفيدرالية، أو الاقتراض الخارجي.
وأكدت المتخصصة في الشأن الأمريكي، أن حجم الدين في أمريكا وصل 31.4 تريليون دولار، مشيرة إلى أن تقرير نشره موقع "ذا هول" كشف أن كل مولود في أمريكا يُولد ومعه دين قيمته 150 ألف دولار عليه تسديده.
وأشارت إلى أن الواقع السياسي هو الذي يؤثر على القرار في أمريكا، فالجمهوريون يرون أن إدارة الرئيس جو بايدن (الديمقراطي) هي المسؤولة عن حجم الدين بسبب الإنفاق الكبير وتقديم الدعم لأوكرانيا، منوهة بأن الحزبين يتفقان على دعم "كييف"، إلّا أن الجمهوريين يرون أنه لا يمكن كتابة "شيكات على بياض" لأوكرانيا.
أمان الاقتصاد في الأصول
واختلف معها الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسة الدولية، الذي أكد أن القضية الأوكرانية في عيون "واشنطن" هي أمن قومى لأمريكا، ولن تكون السبب الرئيسي في زيادة الدين، خصوصًا أن صداها يعود إلى 2011 أيام الرئيس الأسبق باراك أوباما، ولن تكون محل نقاش بالنسبة للجمهوريين، فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (الجمهوري) إذا ظل في الحكم لم يكن يستطيع الخروج عما نفذه بايدن، بل إن الجمهوريين والديمقراطيين لديهم سياسة يريدون تطبيقها، وفي النهاية سيوافقون على زيادة "الدين" من أجل دفع الأجور.
وقال "سنجر" إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية عاشت فترة من التوازن بين الإنفاق والضرائب خلال تاريخها القديم، وظهر ذلك في حديث الرئيس جو بايدن، إبان فترة شبابه وحديثه عن حجم المعاناة التي عاصرها، والتي جاءت على حساب عدم الرفاهية التي كان يتمتع بها المواطن الأمريكي.
خبير الشؤون الدولية، أكد أن الأزمات التي مرّت بها الولايات المتحدة على مدار تاريخها تدفعها إلى إصدار قرارات لا يمكن لأي دولة في العالم اتخاذها، بسبب ثقة الدولة في تقييم "أصولها" المتمثلة في العقارات والأراضي والتكنولوجيا والصناعات الدفاعية والدوائية، وهو ما يجعلها قادرة على مواجهة تحدي الإنفاق الكبير الآن.
تخوف من سوق السندات
وقال خبير الأسواق المالية، نور الدين الحموري، لـ "القاهرة الإخبارية"، إن سقف الدين في الاقتصاد الأمريكي اعتادت عليه على مدار الأزمنة السابقة، ووصف ما يحدث فى أمريكا بأنه نوع من الدراما بين الديمقراطيين والجمهوريين في حديثهم عن سقف الدين.
وأكد "الحموري" أن التأثير السلبي لارتفاع سقف الدين لم يأتْ بعد، فالأسواق الأمريكية غير متخوفة على الأقل خلال هذه الأيام، لكن سوق السندات متخوف بسبب ارتفاع العوائد، لكن بشكل عام الأسهم الحالية عوّضت الكثير من الخسائر بسبب الأزمة "الروسية-الأوكرانية"، بالإضافة إلي النتائج الإيجابية خلال الربع الأخير من العام الماضي، وأوضح أن الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) أخطأ في تقدير التضخم، خصوصًا بعد فترة جائحة كورونا، وفي نفس الوقت سيظهر تأثير أسعار الفائدة بالفترة المقبلة.
الخزانة الأمريكية
وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية، أعلنت فى خطاب أمام قادة الكونجرس عن اتخاذ عدد من التدابير الجديدة؛ للحد من تفاقم وضع الديون بالدولة، بعدما ارتفعت عن السقف الذي حدده الكونجرس عند 31.4 تريليون دولار.
وتناولت قرارات وزارة الخزانة الأمريكية تعليق إصدار السندات إلى صندوق التقاعد والعجز فى الخدمة المدنية، كما سيتم تعليق الاستثمارات الإضافية المودعة بالصندوق واسترداد جزء من الاستثمارات التى يحتفظ بها